"لا، لا يا سعيدة، هذه حكايات من شغل الناس، والناس بطبعهم حريصون على أن لا تخرج حكاياتهم إلى العلم مهما تكن هذه الحكايات تافهة وعادية. وترينهم في أشد الحرص على أن لا تخرج حكايات حياتهم الخاصة حتى إلى أقرب المقربين إليهم، فكيف إذا كانت هذه الحكايات هي اللعب في ملعب المتعة؟ والحياة يا طويلة العمر، نبع دفاق لمثل هذه الحكايات، وأبطال...
قراءة الكل
"لا، لا يا سعيدة، هذه حكايات من شغل الناس، والناس بطبعهم حريصون على أن لا تخرج حكاياتهم إلى العلم مهما تكن هذه الحكايات تافهة وعادية. وترينهم في أشد الحرص على أن لا تخرج حكايات حياتهم الخاصة حتى إلى أقرب المقربين إليهم، فكيف إذا كانت هذه الحكايات هي اللعب في ملعب المتعة؟ والحياة يا طويلة العمر، نبع دفاق لمثل هذه الحكايات، وأبطالها آباء وأمهات وأبناء وبنات وصبيان وعمات وخالات وأخوال وأعمام وكبار وصغار وشيوخ وأطفال وعجائز... والحياة لا تستغرب الواقع وأبناء الحياة يضعون أنفسهم خارج الواقع، لا لشيء، إلا لكي لا يصدقوا أن هذا هو الواقع. إن هذه الحياة التي يحيون فيها هي حياتهم وهم الذين يصنعونها. فمن طبائع الناس أنهم لا يحبون النظر في المرآة، ويعمون أعينهم عما هم فيه، لكي لا تصدمهم مفاجأة الحقيقية، حقيقة طبائعهم وسلوكهم ونزواتهم، وحتى حقيقة تعابير وجوههم، فيكف الأمر إذا كانت هذه التعابير تفضح ما يكرهون الإفصاح عنه؟".