هذا الكتاب هو المجلّد الثاني من مشروع كبير في فقه التربية، وقد خصّصنا هذا المجلد للبحث في أحكام التعليم عموماً وتعليم الدين وتعلّمه على وجه الخصوص. وقد عالجنا فيه خمس مسائل، هي: في المسألة الأولى بحثنا عن حكم التعليم بغضّ النظر عن نوع العلم وطريقة تحصيله، لنجيب عن سؤال: هل لمطلق التعلّم رجحان شرعي؟وفي المسألة الثانية، نقلنا البح...
قراءة الكل
هذا الكتاب هو المجلّد الثاني من مشروع كبير في فقه التربية، وقد خصّصنا هذا المجلد للبحث في أحكام التعليم عموماً وتعليم الدين وتعلّمه على وجه الخصوص. وقد عالجنا فيه خمس مسائل، هي: في المسألة الأولى بحثنا عن حكم التعليم بغضّ النظر عن نوع العلم وطريقة تحصيله، لنجيب عن سؤال: هل لمطلق التعلّم رجحان شرعي؟وفي المسألة الثانية، نقلنا البحث إلى تعليم الدين وتعلّمه، لنسأل عن حكمهما هل هو أمر راجح شرعاً؟ وإذا كان كذلك فهل رجحانه شرعيّ أو عقليّ؟ وأي بعدٍ أو جانب من الدين، يرجح تعلمه شرعاً؟ وأيها يكون راجحاً فحسب ولا يصل إلى حد الوجوب؟وبعد أن انتهينا في المسألة الثانية إلى وجوب البحث عن الدين وإلى أن الموجِب والملزِم بذلك هو العقل، انتقلنا في المسألة الثالثة إلى البحث في تعلم المعارف الإسلامية والبحث حول حضّ الشريعة على تعلّمها، وسؤالنا الأساس هو: هل يمكن أن ندّعي ترتّب الثواب على تعلم المعارف الإسلامية وكلما ازداد المؤمن تعلّماً كلما ازداد ثواباً؟ وبعبارة أخرى: هل تعلّم الإسلام في كل مستويات تعلّمه ومعرفته راجح شرعاً، وكلما ازداد عمق المعرفة كلما تأكد استحباب الوصول إليها؟وفي المسألة الرابعة، وبناء على افتراض عدم تساوي المعارف والعلوم الإسلامية في درجة استحبابها، خصّصنا المسائل التي تعم البلوى بها بالبحث والنقاش.وأخيراً خصّصنا المسألة الخامسة للبحث في درس الدين وتعلّمه في مستوى الدرس التخصّصي الاجتهادي؛ لنبحث عن حكم البحث العلميّ في الدين في مستوى التخصّص، وذلك بناء على افتراض أن المعارف الدينية متفرّعة إلى فروع منها: العقيدة، والأخلاق والأحكام... وهي ذات مراتب، هي:الأمور الضرورية، والأمور التي تعمّ البلوى بها، والأمور غير الضرورية التي ليست مورد ابتلاءٍ.وهذا المجلد، مضافاً إلى أنه يتابع البحث في "فقه التربية" ويسعى بمباحثه إلى الأمام، قد خصّصنا أحد ملاحقه للبحث في بعض أحكام الدرس والبحث العقديّ، انطلاقاً من فكرة طرحها الأستاذ الشيخ أعرافي في أحد ملحقات المجلد الأول وهي فكرة "فقه العقيدة". وكلنا أمل أن يكون في هذا الأمر إسهاماً في ولادة "فقه العقيدة" إلى جانب توأمة "فقه التربية".ومحتويات هذا المجلد الثاني، تتمحور إلى المقدمة والمدخل، حول خمس مسائل: ودلائلها وخلاصات هذه الدلائل، وخصائص الحكم فيها؛ وهذه المسائل هي: التَّعلُّم والبحث عن الدِّين، وتعلُّم المعارف الدينيّة، وتعلُّم الأحكام المبتلى بها، والدراسة الاجتهادية والتخصّصية للدِّين. ويضاف إلى هذا المسائل ثلاثة ملاحق، تليها مصادر ومراجع الكتاب.