شيدت مسرحية "تراجيديا المحَرق" لعلي الشرقاوي أطروحتها على أساس الصراع بين الحاكم والمحكوم، حيث اتخذ من شخصية "الدير" الإقطاعي رمزاً يقصد به كل الطواغيت على وجه الأرض، ومن رجال الإقطاعي، نموذجاً لأعوان الحاكم الذين يساعدونه في تثبيت حكمه، أما باقي الشخوص في المسرجية فهم فقراء البلدة الممثلين بالفلاحين والصيادين والنساء وهم من يقع...
قراءة الكل
شيدت مسرحية "تراجيديا المحَرق" لعلي الشرقاوي أطروحتها على أساس الصراع بين الحاكم والمحكوم، حيث اتخذ من شخصية "الدير" الإقطاعي رمزاً يقصد به كل الطواغيت على وجه الأرض، ومن رجال الإقطاعي، نموذجاً لأعوان الحاكم الذين يساعدونه في تثبيت حكمه، أما باقي الشخوص في المسرجية فهم فقراء البلدة الممثلين بالفلاحين والصيادين والنساء وهم من يقع عليهم ضرر الحاكم.لا تسرد هذه المسرحية أحداثاً، بل تعري وبأسلوب رمزي واقع الحال الذي ترزح تحته غالبية مجتمعات الشرق. إنها تفتت آهات، وتكشف دواخل مشتتة بين النظر إلى الذات والخوف من مصير لا تعرفه، وبين الحلم بالفكاك والضياع في متاهات المكان، يظل الشخوص في المسرحية يبحثون عن طوق نجاة ".. الدير الأحمق ما زال يدق علينا طبول الموت يحاول أن يستفرد بالأفراد لكي يقتل فينا المجموع يفرقنا كي يقدر أن يكسرنا الواحد بعد الآخر... حتى هذي اللحظة لم يستخدم غير الأتباع لإرهاب أهالي الدير...".وعلى هذا استطاع علي الشرقاوي أن يقدم للقارئ العربي نصاً مسرحياً متماسكاً يشهد على قضايا عامة ما تزال تشغل المجتمعات العربية منذ عهد الاقطاع وحتى عصر التقدم والتقنية، وحقوق الإنسان الضائعة.