الكتاب من تحقيق عبد الله نذير.مقدمة المؤلفالحمد لله الذى أسكننا فى معدن الإجابة ومن علينا بطلب الدعاء وأوعدنا بالاستجابة، و جعلنا خير أمة و أنزل علينا كتابه والصلوة والسلام على عبده ونبيه الذى أسكنه طابه وعلى أخوانة النبيين والآل والصحابة. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد يرجو منه الانابه وأشهد أن محمداً عبده و...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق عبد الله نذير.مقدمة المؤلفالحمد لله الذى أسكننا فى معدن الإجابة ومن علينا بطلب الدعاء وأوعدنا بالاستجابة، و جعلنا خير أمة و أنزل علينا كتابه والصلوة والسلام على عبده ونبيه الذى أسكنه طابه وعلى أخوانة النبيين والآل والصحابة. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد يرجو منه الانابه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة مقر بالرسالة والإجابة صلى الله عليه وسلم وعلى آله عدّ ما أحاط به علمه وما أمطرت سحابه.وبعد فيقول الفقير إلى مولاه الغنى المتحلى بالتقصير و الخلق الدنى عبد الله بن إبراهيم بن حسن ميرغنى الحسينى الحنفي عامل الله الكل بلطفه الخفى وجعلهم ممن سما وأصطفى.لما طالعت بعض شرح العالم العلامة الشيخ إدريس الشماع الشافعى على منظومة الشيخ عبد الملك العصامى رحمهما الله تعالى المسمى بالإصابة فى أماكن الإجابة وكانت تلك المنظومة مقيدة بأوقات معينة كما ذكره الشيخ الإمام أبوبكر بن محمد بن الحسن النقاش رحمه الله تعالى وقد ذكرها كثير من علمائنا غير مقيدة كما رواه الشيخ الجليل سيد التابعين الحسن البصري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره الشيخ عبد الملك فى آخر نظمه ، وقد كنت رأيت بيتين فى ذلك غير مقيدين للشيخ الإمام والعالم الهمام عمر بن إبراهيم بن بخيم صاحب النهر الفائق شرح كنز الدقايق خطر لى أن أجمع عليهما بعض الفوائد وأذكر كل فائدة فى محلها اللائق بها ليسهل به إدراكها وحفظها لكن رأيت عدة ما فيهما خمسة عشر موضعا وقد أنهاها غيره من علمانا إلى عشرين فنظمت الزيادة فى بيت والحقته بهما وشرحت الكل.والبيتان والزيادة هما هذان:دعـاء البرايا يستجاب بـكعبة * و مــلتزم والموقـفـين كــــذا الحـجرطـواف وسعى مروتين وزمزم * مـــقـام و ميـزاب جـمــــارك تـعـتـبرمنى ويمان رؤيت البيت الأغر * وحِجر ولدى السدرة عــشرون غــرروسميت ما جمعته بالكتابة ((عُدة الإنابة فى أماكن الإجابة )) لكونى أذكر فى كل محل بعض ما يناسبه من مسائل فقهية وأدعية مأثورة ومروية تتميماً للفوائد وتحصيلا للعوائد.• التعريف بالدعاء :أعلم أن المقصود من بيان هذه الاماكن الدعاء فيها فيحتاج إلى بيان حقيقته، وفضيلته، وسببه، وركنه، وشرطه، وسننه، وأدابه، ومحرمه، ومكروهه، وحُكْمِه، وحِكَمِه.• أما حقيقته:فهو فى اللغة: الرغبة إلى الله تعالى.وفى الاصطلاح: رفع الحجات إلى رافع الدرجات وهو مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.• وأما فضيلته: فقال صلى الله عليه وسلم «الدعاء هو العبادة» ثم تلى ? وقال ربكم أدعوني أستجب لكم?الآية. وقال صلى الله عليه وآله وسلم «الدعاء مخ العبادة». وقال صلى الله عليه وآله وسلم «الدعاء مفتاح الرحمة والوضوء مفتاح الصلاة والصلاة مفتاح الجنة ». وقال صلى الله عليه وآله وسلم «الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «لا يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد فى العمر إلا البر» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وأن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء».وقال صلى الله عليه وآله وسلم «ليس شئ أكرم على الله من الدعاء» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «من لم يسائل الله يغضب عليه». وقال صلى الله عليه وآله وسلم « من لم يدع الله غضب عليه» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «لا تعجزوا فى الدعاء فانه لن يهلك مع الدعاء أحد».وقال صلى الله عليه وآله وسلم « من سره أن يستجب الله تعالى له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء فى الرخاء».• وأما سببه: فكمال الافتقار إلى الواحد القهار.• وأما ركنه: فتوجه القلب إلى الله تعالى بالصدق و الاخلاص.• وأما شرطه:فالنية والتميز . وأما شرط قبوله وأجابته فما نظمه البدر بن جماعة فى قوله:شـــروط الــدعاء المستجاب لنا * عـشر بها بـشر الــداعى بافـلاحطـهـارة و صــلاح معـهما نــدم * وقت خشوع وحسن الظن ياصاحو حل قُـوتٍ و لا يَـدعىِ بمعصية * وأســـم يناسب مـقـرون بالحــاح• وأما سننه:فرفع اليدين حذاء الصدر وبسط الكفين نحو السماء ويفرج بينهما كما فى الدر المختار وقال الملا فى شرح الحصن الحصين، والظاهر أن من الاداب إيضا ضم اليدين وتوجيه أصابعهما مع أنضمامهما نحو القبلة.وقد أختلفة الروايات فى كيفية الرفع عنه صلى الله عليه وسلم و ذلك لاختلاف الحال وفى البحر الدعاء أربعة: دعاء رغبة يفعل كما مر ودعاء رهبة يجعل كفيه لوجهه كالمستغيث من الشئ ودعاء تضرع بعقد الخنصر والبنصر ويحلق ويشير بمسبحته ودعاء الخفية ما يفعله فى نفسه.وبدائه بالحمد والثناء والصلوة على النبى صلى الله عليه وسلم وختمه بها ومسح اليدين على الوجه بعد الفراغ منه.