إنّ من طبيعة العربية النموّ والاتساع ، فقد نمت واتسعت اتساعاً لم تشهد لغة أخرى حتى صار الاتساع اللغوي ظاهرة تستلفت نظر العلماء من لغويين وبلاغيين ونحويين وفقهاء. فقد ورد الاتساع في كتب اللغة في باب الحذف والزيادة والتقديم والتأخير والحمل على المعنى والتشبيه والتوكيد، وفي باب المجاز إذا لحق بالحقيقة. وفي كتب البلاغة في المجاز (ال...
قراءة الكل
إنّ من طبيعة العربية النموّ والاتساع ، فقد نمت واتسعت اتساعاً لم تشهد لغة أخرى حتى صار الاتساع اللغوي ظاهرة تستلفت نظر العلماء من لغويين وبلاغيين ونحويين وفقهاء. فقد ورد الاتساع في كتب اللغة في باب الحذف والزيادة والتقديم والتأخير والحمل على المعنى والتشبيه والتوكيد، وفي باب المجاز إذا لحق بالحقيقة. وفي كتب البلاغة في المجاز (التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل). وفي كتب النحو في باب الحذف والتضمين، والمجاورة، وفي الظرف والجار والمجرور، وفي أمور كلية ذكرها ابن هشام وغيرهٍ. وفي كتب فقه اللغة في أبواب الاشتقاق والنحت والتعريب. ولا يخفى أن لهذه الأبواب آثاراً واضحة في تطويع اللغة وإقدارها على استيعاب مسميات لم تكن من قبل. كما زخرت المؤلفات اللغوية بفيض غامر من المعربات منذ العصر الجاهلي حتى وقتنا الحاضر على نحو ما وجدنا عند أبي منصور الجواليقي في كتابه: المعرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم " وعند الشهاب الخفاجي في كتابة:" شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ". وقد تجلت جهود المشتغلين في التعريب هذه الأيام فيما تقدمه المجامع اللغوية في كل من القاهرة وبغداد ودمشق وعمان على تباين جهودها ، وعدم التنسيق فيما بينها ، وعند أبرز الأعلام الذين دعوا إلى التيسير في نحو اللغة وصرفها.