النظرية العامة لنظام الحكم في الإسلام

يشتمل الإسلام على نظام للحكم ؟وهل تشتمل الشريعة الإسلامية على أحكام وقواعد تحدد بوضوح ملامح هذا النظام ؟إنَّ مما يحيله العقل السليم ويأباه المنطق السديد أن يعلمنا الإسلام كيف نقضي حاجتنا وكيف نعاشر أزواجنا، ثم يتركنا على أبواب الأمم الضالة نتسولها النظم التي نهتدي بها في الحياة السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو غيرها.محال أن يكون هذا التشوه في دين ارتضاه الله للبشرية كلها، ولم يرتض لها ديناً غيره في آخر عهدها بالدنيا، بعد أن بلغت غاية الاستواء والنمو والنضج البشري، ومحال أن يكون الفراغ الفكري والضياع التشريعي هو حال أمة أخرجت لتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.من هنا – من اليقين بكمال الشريعة وعصمتها من القصور والتشوه – كانت البداية، ليس لإثبات أن الإسلام مشتمل على نظام للحكم وحسب، وإنما لإبراز وإظهار ملامح هذا النظام بشكل يؤكد أنه جاهز للعمل في أيِّ وقت تشاء الأمة له أن يعمل.وليس هذا النظام مجرد تعاليم مبثوثة هنا وهناك في ثنايا الكتب وبين سطورها، وليس هو منحصر في هذه الجملة من الأحكام المتعلقة بالخلافة، والتي انحصر فيها البحث قديما وحديثاً، ولكنه نظام كامل له أسسه وله مؤسساته وله الأحكام والضوابط والقواعد التي تجعله قائماً شامخاً، كالأهرام الراسية، متحدياً الزمن بصروفه وتقلباته. فأين نجد هذا النظام ؟ وما هي أسسه ؟ وما هي مؤسساته ؟هذا هو موضوع الكتاب ..