قدم الشاعر عبد الله باشراحيل في ديوانه هذا مادة شعرية وفيرة، فيها المناجاة الروحية المنتمية إلى الخطاب الإلهي، فهو كثير اللجوء إلى الذات الإلهية كلما تأزم موقفه الذاتي، أو الجمعي من الحياة. ففي مناجاته يجد الشاعر انفراجاً لتوتراته النفسية، وأملاً في مستقبل أحسن حالاً. وقد جاءت مناجاته هذه في قصائد مستقلة، وجاءت كذلك في كثير من ق...
قراءة الكل
قدم الشاعر عبد الله باشراحيل في ديوانه هذا مادة شعرية وفيرة، فيها المناجاة الروحية المنتمية إلى الخطاب الإلهي، فهو كثير اللجوء إلى الذات الإلهية كلما تأزم موقفه الذاتي، أو الجمعي من الحياة. ففي مناجاته يجد الشاعر انفراجاً لتوتراته النفسية، وأملاً في مستقبل أحسن حالاً. وقد جاءت مناجاته هذه في قصائد مستقلة، وجاءت كذلك في كثير من قصائد الديوان وفي كثير من موضوعات شعره المتنوعة، والتي تتناول أغراض شعرية مختلفة كالمديح والرثاء والشكوى من الزمان، والغناء للوطن، ولمجتمعه ولأمته.بالإضافة إلى ذلك اتسم شعر باشراحيل بنزعة فلسفية مغرقة بالتأمل في الحياة والكون. هذا وقد تنوعت قوافيه تنوعاً لافتاً للنظر، من حيث وفرة تنوع حروفها، وتعددت بحوره الشعرية، من الكامل إلى البسيط والخفيف والرمل وو... كما استعمل الطريقة الإيقاعية المتحررة في بعض قصائد الديوان. وبصورة عامة فإن في شعر باشراحيل روحه المنطلقة إلى البحث عن الأحسن، والأفضل والأقوى، وفيه رؤيته الخاصة للأشياء، وفي موسيقى شعر باشراحيل صدى روحه الحزينة أحياناً، والسعيدة حيناً، وفيه تموجات الغزيرة بكل ما يعترضها من أفراح، وفيه حدّة الشعراء كما فيه رجاحة العقلاء.فعبد الله بشراحيل يمثل ظاهرة شعرية لها إيقاعها ونبضها الشعوري الخلاق الذي يجسد الصدق الفني في الأسلوب والمضمون بحيث أصبح له عالمه وهويته وتجربته الشعرية الخاصة به بما تثيره من إعجاب، وبما تحتويه من مضامين شعرية ثرية بالتجارب الإنسانية، والفلسفية والوطنية، والتراثية، والقصصية.
