إنها حياة أم سلمان التي لم تعشها كما عاش غيرها من النساء، الا ما قل.. عاشتها بالصبر والسلوان، وحسن المعشر وكف اللسان.. عرفت وكأنه صديق حميم.. عرفت العوز وكأنه جار ذميم.. لم تسرف ولم تبخل على نفسها، بل من قليلها أنفقت ترجو رحمة الرحيم.. لم تغضب ربها، بل ضحت من أجل أهلها.. إنها العظمة والشموخ التي غرسها الله في جل الأمهات، هي لم ت...
قراءة الكل
إنها حياة أم سلمان التي لم تعشها كما عاش غيرها من النساء، الا ما قل.. عاشتها بالصبر والسلوان، وحسن المعشر وكف اللسان.. عرفت وكأنه صديق حميم.. عرفت العوز وكأنه جار ذميم.. لم تسرف ولم تبخل على نفسها، بل من قليلها أنفقت ترجو رحمة الرحيم.. لم تغضب ربها، بل ضحت من أجل أهلها.. إنها العظمة والشموخ التي غرسها الله في جل الأمهات، هي لم تمت بالنسبة لسلمان.. وإنما ذهبت في رحلة قد قدر لها مسبقاً.. فهي ستظل في قلبه وسمعه وبصره ما دام يتنشق الهواء.. ولكنه حتماً سيشتاق إلى سماع صوتها وهي تدعو له ليل نهار.. سيشتاق إلى لاءاتها وهي تلح عليه كل حين.. لا تذهب قبل أن تتناول الغداء.. لا تنام وأنت عطشان.. لا تركض مسرعاً فقد تقع، عاش سلمان بقية عمره على بركة دعائها، وصدى صوتها، وشذى طيب قلبها، عاش خفيفاً هيناً ليناً لطيفاً غير مبال بملذات الدنيا، كما فعلت قدوته وراسمة خريطة طريقه.