نبذة النيل والفرات:يتمثل هدف هذا الكتاب في البحث عن الأسباب التي أدت إلى نشأة علم الاجتماع الأكاديمي في أوروبا في القرن التاسع عشر، والتي اكتنفت تطوره، وهي الأسباب والظروف التي ربما لم تنل نصيبها الكافي من العناية والتمحيص في الكتابات العربية بصفة خاصة، والكتابات الكلاسيكية بصفة عامة.أما منهج العرض في هذا الكتاب فيستند إلى المسل...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يتمثل هدف هذا الكتاب في البحث عن الأسباب التي أدت إلى نشأة علم الاجتماع الأكاديمي في أوروبا في القرن التاسع عشر، والتي اكتنفت تطوره، وهي الأسباب والظروف التي ربما لم تنل نصيبها الكافي من العناية والتمحيص في الكتابات العربية بصفة خاصة، والكتابات الكلاسيكية بصفة عامة.أما منهج العرض في هذا الكتاب فيستند إلى المسلمات التالية: أولاً إن فهم الأفكار والمذاهب والنظريات العلمية لا يتحقق بدراستها في ذاتها. ثانياً: إن أى فكرة أو نظرية، ليست مقطوعة الصلة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية التي نشأت في إطارها، وبخاصة إذا سلمنا بالعلاقة الجدلية بين عالم الفكر وعالم الوقائع الملموسة. ثالثاً: إن الفيلسوف أو المفكر أو العالم نتاج لعصره، بأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومن ثم يتعين علينا أن نبحث عن أصول النظريات والأفكار، ليس في عقل العالم أو المفكر أو الفيلسوف، وإنما في أحشاء المرحلة التاريخية التي عاشها وأبدع فيها فكره أو مذهبه أو نظريته. رابعاً: لا يشذ علم الاجتماع عن ذلك، بوصفه مذهباً فكرياً ونظرياً، ويتعين أن يخضع، في التأريخ له المسلمات السابقة ذاتها.ووفقاً لهذا المنهج، سوف يناقش هذا الكتاب موقف علم الاجتماع من فلسفة التنزير وما تمخضت عنه من ظروف اجتماعية واقتصادية، ومدى ارتباط ذلك كله بنشأة علم الاجتماع وإطاره النظري لدى سان سيمون وكونت، ثم تتبع ذلك بمناقشة مفصلة للنظرية الاجتماعية عند كارل ماركس بوصفه الممثل البار للتيارات الراديكالية. كما وسيدرس أعمال دوركايم وفيبر وبارتيو، وسيركز مفصلاً على أعمال عالم النظرية الاجتماعية الأمريكي تولكت بار سونز الذي سيطر بأفكاره على علم الاجتماع النظري الغربي لأكثر من عقد من الزمان، والذي يعد بحق وريثاً شرعياً لكل التراث النظري الغربي بصفة عامة، والمحافظ والرومانسي بصفة خاصة، بدءاً من أوجست كونت ومروراً بدوركايم وفيبر وباريتو. وسيقدم في النهاية تقييماً للموقف النظري الحالي في علم الاجتماع، من خلال عرضنا للتيارات النظرية البارزة على المسرح اليوم.