تأتي أهمية هذا الكتاب من أنه محاولة بحثية لتشريح المجتمع الإسرائيلي، الذي نؤكد أنه يعيش حالة عداء مع نفسه لرفضه الآخر، إلى جانب أنه في مجمله وأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية يشكل تهديدًا لدول الجوار، أي أنه فرض على نفسه حالة اختيارية من العداء.مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن وقعت مجموعة من الأحداث الجسام و...
قراءة الكل
تأتي أهمية هذا الكتاب من أنه محاولة بحثية لتشريح المجتمع الإسرائيلي، الذي نؤكد أنه يعيش حالة عداء مع نفسه لرفضه الآخر، إلى جانب أنه في مجمله وأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية يشكل تهديدًا لدول الجوار، أي أنه فرض على نفسه حالة اختيارية من العداء.مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن وقعت مجموعة من الأحداث الجسام والبالغة العنف والتعقيد، كان أولها إعلان دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وآخرها الانتفاضة الفلسطينية، والغزو الأمريكي البريطاني للعراق.كل هذه الأحداث دفعتنا للبحث في جذور البناء الاجتماعي الإسرائيلي، وخاصة التيار الديني في إسرائيل، والتي كانت بدايات الدولة ترفع علمه حتى ترسيخ أقدامها إقليميًا ودوليًا. ولا زال هذا التيار يسير بخطى حثيثة نحو الصعود والتأثير في المجتمع الإسرائيلي.وينبغي أن يدرك القائمون على إدارة الصراع أن ما يدور في المجتمع الإسرائيلي ينعكس بدرجات متفاوتة على مجتمعات النظام الإقليمي، وبالتالي يُعد البحث وتشريح المجتمع الإسرائيلي هدفًا في ذاته، وجزءً من نظرية حماية الأمن القومي العربي في ظل التهديد الإسرائيلي القائم.وإذا تأملنا الحالة الدينية اليهودية فسوف نجد أنفسنا أمام حالة تتميز بعدة خصائص: الأولى أن نمو الحركة الدينية في إسرائيل أخذ اتجاهًا عكسيًا لنمو الحركات الاجتماعية عامة؛ والدينية خاصة، إذ تؤكد النظريات الاجتماعية على أن الحركة الاجتماعية تنمو من أسفل إلى أعلى، من السياسة إلى العقيدة، بهدف إشباع الحاجات الأساسية، وعلى خلاف ذلك كان تطور الحركات الدينية اليهودية حيث تطورت من أساس عقائدي تمثله الديانة اليهودية، شكلت في مجملها عقيدة أيدلوجية، حيث تأسست الصهيونية في ظل هذه المعتقدات، كما تفاعلت التيارات الدينية اليهودية مع الصهيونية السياسية بمنطق نفعي، حيث التداخل الكبير بين السياسة والاقتصاد. كما تعاملت العقلية السياسية الإسرائيلية مع التيار الديني بمنطق استخدامه والاستفادة منه واستدعاء هذا التيار وعناده وموقفه المتطرف وتساعده على الخروج من أزماته. وبالتالي فإن التيار الديني خاصة اليهودي المتطرف حاضر وبقوة في اللحظات التاريخية الهامة من تاريخ المجتمع الإسرائيلي، ورغم علمانية الدولة الإسرائيلية، إلا أنها تعمل على الإبقاء على التيار الديني قويًا حتى يصبح حارسها القوي حينما تواجه السياسة الإسرائيلية مشكلات التكيف، وتحاول صياغة حلول وسط تتوافق مع الصهيونية العالمية هذا إلى جانب هدف استراتيجي هو تعبئة يهود العالم وراء الفعل السياسي الإسرائيلي حيث توظف العقيدة لتنظيم الفعل السياسي، واستغلال المتغيرات الدولية لصالح الدولة علمانية يهودية التكيف.لقد لعب التيار الديني اليهودي دورًا محوريًا على خريطة الحياة السياسية للمجتمع الإسرائيلي، فإذا كانت الظروف مواتية للتوسع الخارجي فإن هذا التيار يمتطي جياد السياسة والعسكرة، وإذا كانت العكس فإنه يتحول إلى الداخل ليعيد ترتيب البيت عقائديًا.بل تحايلت على قواعده الإلهية من حيث كونه ديانة الوعد لبني إسرائيل دون غيرهم، أي أنها ليست إنتشارية تهويدية، وبالتالي استطاعت أن تسخر الصهيونية السياسية، وتبلغ بها غايتها العالمية من خلال المسيحية الصهيونية.ولتقفز فلسفيًا على النماذج المجتمعية الرئيسية سواء المجتمعات البدائية ذات العقائد الدينية المسيطرة، ومجتمع ما قبل الصناعة المستند على قوالب دينية وعلمانية. أوالمجتمع الصناعي المعتمد أساسًا على القيم العلمانية منفردة وتحاول أن نبني نموذجًا عالميًا يخرج من بوتقة الحياة السياسية والاجتماعية اليهودية إلى سوقين كبيرين للأيدلوجيا.لقد دخلت التنظيمات الدينية (الأحزاب والحركات الدينية) فيما بينها في صراعات لأجل الهيمنة السياسية، وبدا أن هذه التنظيمات الدينية يوجد بها تضاد في الاتجاهات والأفكار مما زاد من الخصومة بينها، ومحاولات الساسة المتدينين في مسعاهم الأبدي لتطبيق الشريعة الدينية.إلا أن المؤسسة الدينية اليهودية بكل أجنحتها المعتدلة والمتطرفة تلعب دورًا هامًا في استعادة اليهودية نفسها كحركة دينية وثقافية وسياسية، هذا رغم الخلافات الجوهرية بين قطبي الدولة الإسرائيلية بين علمانية ويهودية.وبالتالي فإن التساؤلات الرئيسية التى حاول هذا الكتاب الإجابة عليها كان أهمها:· كيف لعب الدين اليهودي دورًا في استقرار الدولة؟· وكيف استخدمت الدولة الدين لصالحها دون الإفصاح عن حالة العداء بين التيارين الديني والعلماني.· وأخيرًا دراسة مستقبل طبيعة العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل في ظل انفجار العديد من القضايا المجتمعية الخلافية ؟كما أن توصيف الحركات الدينية اليهودية بالتطرف من حيث أنها جهد جماعي ومشترك بين جماعة من الناس المتدينين لدرجة الغلو في الدين ومحاولة تحقيق التغير في النظام الاجتماعي طبقًا لتفسيراتهم وتأويلاتهم الدينية وعند نجاحهم تتحول الحركة الاجتماعية إلى نظام اجتماعي.. وتدار هنا علاقة جدلية ذات اتجاهين مزدوجين يحقق كل منهما الاستفادة من الآخر.وتتكشف هذه العلاقة في استخدام كل منهما للآخر من حادث تفجير فندق داوود في القدس المحتلة (1947) إلى اغتيال إسحاق رابين (1996).ولقد وصف الباحث الحالة الدينية للمجتمع الإسرائيلي من خلال تحديد دقيق للمؤسسة الدينية ليس من منظور تنظيمي فقط بل من كونه نسق من المعايير والأدوار الاجتماعية المنظمة وما تتضمنه من أعراف وطقوس وتحريمات ومستويات سلوك وأدوار تتضح معالمها في صور تنظيمية تبني وجودها على ما هو مقدس.وعلى المستوى النظري كانت هناك حالة صهيونية لرفض الدين اليهودي وقاد هذا التيار تيودور هرتزل الذي رأى أن كتابه "الدولة اليهودية" سوف يحتل مكانة تساوي التوراة.وعلى الجانب الآخر كان هناك تصور تكيفي من حيث استغلال الصهيونية للدين اليهودي، وتحاول فيه الصهيونية أن تكون امتدادًا لليهودية وليست نقيضًا لها، وهذا ما أكده الحاخام "شنيرسون" على علاقة التماثل البنيوي بين الأيديولوجية والدين هذه العلاقة يسرت على الصهاينة تحقيق مأربهم دون عناء كبير.ومن أبرز مظاهر هذه العلاقة الجدلية ما أكده "بن جوريون" على إقامة دولة عصرية حتى لو خالف ذلك ما ورد في التوراة وأنه على اليهودي ألا ينتظر التدخل الإلهي لتحديد مصيره، كما كان يرى أن الجيش الإسرائيلي هو خير مفسر للتوراة.وإذا كنا قد حاولنا توصيف المؤسسة الدينية، فقد كانت هناك إشكالية نظرية أخرى وهي وضعية المسألة الإسرائيلية بين الدين والدولة.. وهو ما خلق صورة صراعية على المستوى الفكري العقائدي بين المسألة الإسرائيلبية.. والمسألة اليهودية وهو ما أكد د. المسيري من أنه ليست هناك عناصر مشتركة بين المسألتين الإسرائيلية واليهودية، فالمسألة اليهودية هي مشكلة يهود شرق أوروبا، والعرب الفلسطينيون ليسوا طرفًا فيها، أما المسألة الإسرائيلية فهي مشكلة أعضاء التجمع الاستيطاني الصهيوني وخصوصًا جيل الصابرا.. وتؤكد الدراسة الربط بين المسألتين برغم انتمائهما إلى بناءين مختلفين.وقدم الباحث عرضًا لملامح المجتمع الإسرائيلي مركزًا على الجانب الديموجرافي.. والنظام السياسي، حيث بلغ تعداد سكان إسرائيل 6.592 مليون عام 2002 منهم 4.955 مليون يهودي ليبلغ معدل النمو العام 4.9 ويبلغ تعداد يهود العالم 13.527.300 مليون موزعين في 87 دولة منهم 5.6 في الولايات المتحدة وذلك عام 2000.إلا أن معدل النمو السنوي للزيادة الطبيعية يبلغ 11.9 لليهود مقابل 34.7 للمسلمين و15.9 للمسيحيين مقابل 23.5 للدروز وهو ما يراه بعض الخبراء من أن تراجع معدل الزيادة عند اليهود يشكل تهديدًا مستقبليًا كما تشير التقديرات المتوسطة إذ سوف يبلغ تعداد إسرائيل عام 2010 حوالي 7.28 مليون منهم 5.7 مليون يهودي مقابل 1.3 مليون مسلم و 151 ألف مسيحي، 29 ألف درزي.ويعيش في إسرائيل نموذج ديني "شديد الغلو" وهو المجتمع الحريدي وهم المتدينون المتشددون... الذين يرفضون التحديث والقيم المعاصرة والانعزال وهم منقسمون من حيث المذاهب الدينية إلى حريديم ويمثلون المنهج الصوفي العاطفي بينما يركز اللتوانيين على المنهج العقلى ودراسة قواعد الشريعة وهم يعيشون في مناطق منعزلة ذات طبيعة وطقوس اجتماعية متشددة والطوائف الحريدية غير صهيونية وهم يعتبرون أن الكارثة التي حلت بهم بسبب غضب الرب وظهور الحركة الصهيونية الملحدة.. وهناك بعض الطوائف الحريدية التي تناصب دولة إسرائيل العداء. مثل حركة ناطوري كارتا -الطائفة الحريدية- وطائفة ساطمر وغالبية الطائفة الحريدية تعيش في مدينة بني براك شمال شرق تل أبي.ويتلقى اليهودي المتدين تعليمه في اليشيفا التي تركزت على تدريس الشريعة اليهودية وهي أقرب ما تكون إلى مجتمعات رهبان جديدة. ولقد تطورت هذه اليشيفوت الخاصة لتتيح الربط بين الخدمة العسكرية وبين الاستمرار في دراسة التوراة وقد أفرزت هذه المدارس مجموعات من دارسي الدين الرافضين للمجتمع العلماني.وتعد الجماعات الدينية اليهودية نموذجًا وظيفيًا من حيث كونها تنظيمات تقوم بوظائفها تجاه أعضائها، كما أن هناك اتفاق حول مجموعة المعايير التي يرجى منها أن تحقق أهدافًا عامة. ولقد مرت الحركة الدينية اليهودية في إسرائيل بمرحلتين تاريخيتين:الأولى: (من 1948 - 1967) وهي مرحلة الصراع الديني العلماني والتي إستمرت رغم بصياغة اتفاق الوضع الراهن ؟.والثانية: (من عام1967 حتى عام 2003) حيث يرى التيار الديني الصهيوني أن النبوءة التوراتية قد تحققت، وعاد الحاخامات يقولون: "إن رب إسرائيل يعمل لصالحنا مجددًا". وفي هذه المرحلة امتد النفوذ الديني داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وفي المعاهد الدينية العسكرية التي تم من خلالها تجنيد طلاب المدارس الدينية بالجيش، كما تم توسيع النشاط الاستيطاني اليهودي بالأراضي العربية والذي برز من خلاله تنظيم " جوش إيمونيم " الأصولي المتطرف.ولكشف حجم وقوة ظاهرة الدين والتدين في إسرائيل تم طرح مجموعة من القضايا للنقاش، الأولى: الصراع بين الأيديولوجية السياسية والعقيدة الدينية أي أن فكرة الوطن القومي استدرجت العقيدة لصالحها. وكان اتفاق الوضع الراهن حلاً علمانيًا ومرحليًا ونوعًا من التوازن بين الزعامة السياسية والزعامة الدينية، وكما قال هرتزل في كتابه "الدولة اليهودية": "سوف نترك لكل امرئ حرية الوصول إلى خلاص نفسه بطريقه الخاص.." "ولم تستطع أفكاره أن تحول دون أن يتحول ابنه الوحيد إلى المسيحية.كما أكد على ضرورة العمل على إبقاء الكهنوت اليهودي داخل المعابد، كما أكد على أن يظل الجيش داخل حدود معسكراته.. وسوف يقوما بوظيفتهما دون تدخل في شئون الدولة.كما أكد بن جوريون أن الدين وسيلة مواصلات نبقى فيها بعض الوقت لا كل الوقت وينبغى أن نغادرها عند أول محطة وقد تركه بالفعل بن جوريون لكن التطار الدينى ظل يسير وتزداد سرعته حتى بداية القرن الحادى والعشرين على عكس ما كان يتوقع العلمانيون.لقد سعى بن جوريون لاحتواء المتدينين لكنه كان يرى أن الصراع بينهم وبين العلمانيين يشكل خطرًا على الدولة.وهناك العديد من مظاهر الصراع الديني العلماني فعلى المستوى السياسي هناك قضايا خلافية جوهرية مثل إقامة الدولة اليهودية، والدستور الذي لم يصدر حتى الآن. وقضية الديمقراطية، وقضية التسوية السلمية.ولقد كشفت الدراسة من القضايا المجتمعية، مثل قضية القوانين الدينية وقضية الخدمة العسكرية -خاصة تجنيد الفتيات المتدينات إلى السنة السبتية- وطقوس الذبائح والأطعمة هذا غير تراجع مكانة المرأة عند المتدينين فشهادة رجل واحد تعادل مائة امرأة كما جاء في التلمود، ويدعو الرجل المتدين اليهودي في صلاته ويحمد الله أنه لم يُخلَق امرأة.وهناك قضايا علمانية تثير وتؤجج الصراع مع المتدينين مثل الحرية المطلقة -والإجهاض وصلاة اليهودية في باحة (حائط البراق) المبكى- (وكذا قضية الزواج المختلط) وهو من غير اليهودية أو اليهودي.وعلى مستوى القضايا الثقافية مثل التعليم الديني والحرب الثقافية داخل المجتمع أما احتمالات الحرب الأهلية فهي غير محتملة الآن في ظل تأكيد التنشئة الاجتماعية على وجود تهديد وعدو قائم على حدود إسرائيل (العرب..).وتصل الدراسة إلى إشكالية مجتمعية لم تُحسَم بعد وهي قضية الهوية ومن هو اليهودي. وهناك عدة أطروحات مثل الطرح الكنعاني للهوية والهوية الصبارية والهوية الإسرائيلية والهوية الدينية اليهودية.وقد قسم المؤلف الكتاب إلى مقدمة وسبعة فصول فضلا عن الخاتمة، نعرض لها بإيجاز على النحو التالي:في الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة، وهو محاولة لتحديد دقيق للمفاهيم الرئيسية وذلك لتأسيس مفهوم إجرائي عن الدين والتدين والمجتمع والدولة التي تعد فى مجموعها نموذجاً للتنظيمات الدينية لرصد الحالة الدينية في إسرائيل مثل (الدين، التنظيم الديني، اليهود واليهودية، المؤسسة الدينية والأحزاب... والتطرف)، ثم التعرف على بعض النظريات الكبرى لدراسة الحركات الاجتماعية.الفصل الثاني: مراجعة وتحديد نتائج أهم الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة، حددها الباحث فى ثلاث قضايا رئيسية هي: تاريخ الدين اليهودي ودوره في حتمية الدولة اليهودية، والتنظيمات الدينية اليهودية على خريطة القوى السياسية فى إسرائيل، ودور الاتجاهات والحركات الدينية فى بناء المجتمع.كما سنقوم بتحليل الدراسات السابقة للباحث على مجموعة من النتائج استفاد منها المؤلف فى البناء الهيكلي للدراسة ارتباطاً بالتساؤلات الرئيسية فى البحث وهو ما استدعى مراجعتها والتأكيد على طبيعة الخلاف المجتمعي حول طبيعة العلاقة بين الدين والدولة، وكذا تحديد موقع التنظيمات الدينية فى بناء قوة المجتمع وطبيعة تحالفاتها من وجهة نظر حاخامية؟ ورصد علاقة الدين بالدولة فى أهم القضايا السياسية والمجتمعية والثقافية، وأخيرا قضية التاريخ اليهودى وحتمية القومية اليهودية. أما الفصل الثالث: وهو عن الإسهامات النظرية فى تفسير الدين والتدين ونماذجها مع التركيز على محاولات التوفيق بين الصهيونيه واليهوديه و المنظور السوسيولوجي والمدخل القانوني لدراسة الدولة والمسألة الإسرائيلية بين الدين والدولة وفى نهاية الفصل قدم المؤلف إطاراً نظرياً معتمداً على التواصل الثقافي.الفصل الرابع: وهو عن المجتمع والدولة فى إسرائيل، ومن خلالها حاول المؤلف تحديد الملامح العامة لبناء المجتمع الإسرائيلي سواء تجمعاته الطائفية وتركيبه السكاني، مركزاً على النسق التعليمي داخل المجتمع، والنسق التشريعي والنسق التنفيذي والأحزاب السياسية والسلطة القضائية فى ظل ما يسمى بالخصوصية الإسرائيلية.الفصل الخامس: وهو عن التنظيمات الدينية اليهودية (المؤسسات والأحزاب الدينية مركزاً على العناصر الرئيسية للتنظيمات التي تعمل تحت ظل المؤسسة الدينية، وكذا الأحزاب الدينية واتجاهاتها الطائفية.الفصل السادس: وهو عن علاقة الدين بالدولة وكيف حاول الصهيونيون الأوائل التوفيق بين الصهيونية واليهودية تاريخياً من أجل إقامة الدولة، مشيراً لاتفاق الوضع الراهن الذي صدر مع إقامة الدولة لتحديد العلاقة مع المتدينين، كما بحث الفصل مظاهر الصراع الديني الاجتماعي بين العلمانيين والمتدينين على مستوى القضايا السياسية والمجتمعية والثقافية، ثم قدم عرضا لإشكالية الهوية اليهودية. وفي الفصل السابع عرض المؤلف النتائج الفعلية التي توصل إليها وهي تأثيرات الدين والمجتمع الحريدي على المجتمع الإسرائيلي فى إطاره العام، إلى جانب التأثير العقائدي، والتأثير المجتمعي، التأثير السياسي، والآثار المجتعيه لتجنيد الحريديم، ودرجة الهوية الدينية فى المجتمع الإسرائيلي. ثم قدم المؤلف تقويماً للأحزاب والحركات الدينية من خلال رصد الوزن النسبي لهذه الأحزاب الدينية فى النظام السياسي الإسرائيلي ومشكلة العلاقة بين الدين والدولة، كما كشف المؤلف عن طبيعة الصراع الديني العلماني وانعكاساته على قضيتي الديمقراطية والسلام وصياغة ملامح الدين المدني الجديد، كما قدم المؤلف رؤية مستقبلية لطبيعة العلاقة بين الدين والدولة في المجتمع الإسرائيلي.ولقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أجابت على الكثير من التساؤلات إلى نهاية العرض.· أن المجتمع الإسرائيلي يتسم بخصوصية التعددية الثقافية جامعًا لخصائص مجتمعات الشتات فهو تجمع يحاول دمج القوميات في قومية يهودية واحدة تشكل الهجرة مكونًا أساسيًا لنمو الدولة.· أن المجتمع الإسرائيلي من أكثر المجتمعات تحضرًا طبقًا لمؤشرات البنك الدولي حيث يبلغ الإنفاق الحكومي على التعليم 7.1% من الموازنة العامة ولكنه يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي حيث تشكلت 29 حكومة حتى عام 2002، كما أن الديمقراطية الإسرائيلية هي ديمقراطية فوقية تهدف إلى تحقيق التعايش بين المتناقضات.· ولقد حقق المجتمع الحريدي مجموعة من الإنجازات، فهو يعمل بنفس سياسة الدولة الخطوة خطوة وما يرفض اليوم يمكن فرضه وأحيانًا يطلب لتحقيق عائد من الموافقة عليه وكان من أقوى الانتصارات تجنيد الحريديم وتسليحهم.· أن ازدواجية الهوية بل تعددها بات أمرًا واقعًا ومقبولاً مجتمعيًا، ويرى التيار العلماني أنها عملية تخضع للتاريخ وليس للجغرافيا التي يركز عليها التيار الديني.· وقد كشفت الدراسة استنادًا إلى دراسات ميدانية في إسرائيل انقسام المجتمع حول الهوية حيث يرى 47% أن هويته إسرائيلية بينما يرى 75% أنها يهودية بينما يرى 45% أنها علمانية دينية بينما يرجع 1% الهوية إلى جذورها الاشكنازية والسفردية.· كما كشفت الدراسة عن أن نسبة التدين في المجتمع الإسرائيلي مقارنة بين عقدين قبل التسعينات وبعد التسعينات، حيث ارتفعت نسبة الملتزمين بمعظم لتعاليم الدينية من 15% إلى 19% ، مقابل تراجع الملتزمين بكافة التعاليم من 11% إلى 9% كما انخفضت نسبة غير الملتزمين بالتعاليم الدينية من 32% إلى 26% مقابل ارتفاع نسبة الملتزمين ببعض التعاليم الدينية من 42% إلى 46%. ومن مجمل هذه النتائج نجد ارتفاع نسبة الالتزام عمومًا من 68% في الثمانينات إلى 74% في التسعينات وفي المقابل انخفضت نسبة غير الملتزمين من 32% إلى 26% .وعلى مستوى التمثيل السياسي ظل التيار الديني يحتل من 2 إلى 5 مقاعد منذ بداية الدولة حتى نهاية السبعينات ومع بداية الثمانينات تصاعد عدد المقاعد من 10 مقاعد حتى بلغ أقصاه 27 مقعدًا عام 1999 واستقر عند 22 مقعدًا عام 2003. ويعد المؤشر الأكثر دقة والمعبر عن حجم التأييد لهذا التيار الديني، حيث ارتفع عدد الأصوات المؤيدة للتيار الديني من 10% عام 1981 ليصل إلى 23% عام 1992 ويستقر عند 17% عام 2003 وعلى المستوى التنفيذي استقر عدد الوزراء المتدينين عند 4 حقائب وزارية أي بنسبة 20% إلى 25% من الحقائب الوزارية.ويرى المتدينون أن الكنيست يشغل مكانة سياسية ونفعية في آن واحد، ونتيجة للصراع بين الاتجاهات الدينية في إسرائيل يرى الخبراء أن الدوائر الدينية تعد خطرًا ماثلاً في تبرير تعدد أشكال اليهودية (الإصلاحية / التجديدية / المحافظة).وأؤكد أن هناك مأزق يكشف كذب وحدة القومية اليهودية، حيث يدعوا بعض أقطاب التيار العلماني مثل بهو شواع لإفراغ مصطلح يهودي من أي مضمون ديني بينما يرى المتدينون تحقيق النبوءة المسيحانية ووقوع علامة خلاص الرب بانتصار 1967 والتطلع إلى ما وراء حائط المبكى حيث خلاص الشعب الإسرائيلي.ويؤكد "بهو شفاط هيركابي" أن اليهودية التقليدية أخذت تغير موقفها داخل إسرائيل، فبدلاً من التبعية أخذت تطالب بدور قيادي.وفي يوم 4 نوفمبر 1995 أعلن التيار الديني عن رغبته الأكيدة في فرض الواقع حيث قرر "إيجال عامير" اغتيال العلمانية متمثلة في إسحاق رابين وأكد عامير في التحقيق أن الرب كان معه وكأن قتل الغير والأغيار اختيار إلهي.وهذه الحقيقة التي نتوقعها مع ازدياد شوكة التيار الديني فى إسرائيلكما توصلت الدراسة إلى أن التيار الديني اليهودي والمتطرف هو العدو الأول والتهديد الأول للنظام العالمي الجديد والعولمة والحداثة.كما تتنبأ الدراسة باحتمالات أن تقع هزات جديدة بين الطوائف المنغلقة الصغيرة والطوائف الإصلاحية الكبرى وينتج عنها تجمعات دينية جديدة أي أن الأمر اليهودي مستقبله في تطرف تصاعدي.وهو ما يؤكد إستمرارية حالة الصراع القائم ويدعونا إلى نحسب إحتمالات سيطرة قوى أكثر تطرفاً فى إسرائيل ومدعمة بالأساطير الإسرائيلية الخاصة التى تدفع بالمنطقة إلى حالة من الصراع الدينى والحرب الشاملة.فهل نحن مستعدون لهذا المستقبل أم نظل فى العمل فى إطار دائرة الفعل ورد الفعل مع علمنا يقيناً بان الصراع العربي الإسرائيلي قائم وممتد ؟؟.