شهدت القصة العمانية في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مستويي الكم والكيف. وإذا كان مؤرخو الأدب قد اختلفوا على نقطة البداية الحقيقية للقص العماني الحديث، فما لا شك فيه أن هذا القص يقف الآن على أرض صلبة تتيح له أن يرفع رأسه عالياً باطمئنان متطلعاً إلى آفاق أرحب.لسنين مضت، كان الباحث في المشهد القصصي العماني يصطدم بغياب التوثيق ...
قراءة الكل
شهدت القصة العمانية في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مستويي الكم والكيف. وإذا كان مؤرخو الأدب قد اختلفوا على نقطة البداية الحقيقية للقص العماني الحديث، فما لا شك فيه أن هذا القص يقف الآن على أرض صلبة تتيح له أن يرفع رأسه عالياً باطمئنان متطلعاً إلى آفاق أرحب.لسنين مضت، كان الباحث في المشهد القصصي العماني يصطدم بغياب التوثيق الجيد لإصدارات القاصين، وندرة مجموعاتها في المكتبات، وقبل ذلك يصطدم بشح المعلومات الوافية عن هؤلاء القاصين من حيث التواريخ الفعلية لبداياتهم القصصية، واللوائح الكاملة لإصداراتهم، والأساليب السردية التي يميلون إليها في كتابتهم. لم يكن هناك أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني، ولا أي كتاب مطبوع يوثق مثل هذه المعلومات من طريق الالتقاء والتحاور مع نماذج مختلفة من القاصين العمانيين.ومع احتفال سلطنة عمان بمسقط عاصمة للثقافة العربية عام 2006م، شجعت وزارة الإعلام العمانية هذا التوجه التعريفي بكتاب السلطنة، وفتحت لنا أبواب إذاعة سلطنة عمان لإنتاج برامج ثقافية تخدم ذلك. وعليه فقد جاء هذا الكتاب ثمرة لتلك التجربة الثقافية الغنية مثلما أثمرت كتابنا الآخر: "قريباً من الشمس".يحاول "ليس بعيداً عن القمر"، أن يقدم صورة للمشهد القصصي العماني عبر نماذج لكتاب مختلفي الرؤى والأساليب السردية، وهو بالتأكيد لا يجرؤ على الزعم أنه أحاط بكل المشهد القصصي وإنما سعى حثيثاً إلى جمع هذه النماذج من خلال توثيق تلك الحوارات التي أجرتها إذاعة سلطنة عمان في عام 2006 عبر برنامجي "ساعة مع قاص"، و"حوارات ثقافية" واللذين حاولا من خلال معدهما عبد العزيز الفارسي، ومقدمهما سليمان المعمري، محاورة كل من استطاعا الوصول إليه من القاصين العمانيين الذين رحب معظمهم، واعتذر بعضهم لهذا السبب أو ذاك، مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يكن ممكناً استضافة كل القاصين المتحققين في البرنامجين لأسباب تتعلق بكثرة هؤلاء ومحدودية حلقات البرنامجين.