تضرب الحضارة المغربية جذورها في القدم، ومن الطبيعي أن تمتلك حضارة بمثل هذه المقومات، وبمثل هذا العمق التاريخي الحضاري، كما هائلا من الآثار ومن التراث ذي العلاقة بالمجال الثقافي والمعماري وغيره، وذلك بفعل سيرورة الزمن، وتلاقح الأفكار، والتفاعل مع المحيط العالمي في سياقاته المختلفة زمنيا، في الحضارات السياسية التي ميزت كل دولة من ...
قراءة الكل
تضرب الحضارة المغربية جذورها في القدم، ومن الطبيعي أن تمتلك حضارة بمثل هذه المقومات، وبمثل هذا العمق التاريخي الحضاري، كما هائلا من الآثار ومن التراث ذي العلاقة بالمجال الثقافي والمعماري وغيره، وذلك بفعل سيرورة الزمن، وتلاقح الأفكار، والتفاعل مع المحيط العالمي في سياقاته المختلفة زمنيا، في الحضارات السياسية التي ميزت كل دولة من الدول المتعاقبة على حكم المغرب انطلاقا من الأدارسة ومرورا بالمرابطين والموحدين المرينيين والسعديين وصولا إلى العلويين، فهذه التراكمات كلها أنتجت تراثا متفردا أصبح من العلامات المميزة للمغرب.ومن هذا المنطلق يمكن أن نرصد هذا التراث في شموليته بحكم الخصوصية المغربية التي ينفرد بها، بحيث نجد دائما خيطا رابطا بين مكونات هذا التراث الذي لم يبق مقتصرا على دائرة الاهتمام الوطني فحسب، بل أصبح تراثا إنسانيا ذا بعد كوني، ومن ثمة يمكن أن نعتبر أن الصناعة التقليدية التي أبدعتها يد الصانع المغربي على مر العصور تندرج بدورها في هذا التراث الحضاري، بل إنها تنهل منه من خلال تمثل مقومات هذه المنظومة التراثية الحضارية التي يزخر بها المغرب وذلك على مستوى : التراث القومي الذي يضم الروايات والحكايات والموسيقى بمختلف أجناسها وألوانها: الأندلسية، الملحون، الغرناطي، العايطة، أحيدوس، أحواش، حلقات جامع الفنا...التراث المكتوب الذي يضم الوثائق القديمة والمخطوطات والنصوص التاريخية...التراث المبني : بالمدن العتيقة كفاس، الرباط، مراكش، مكناس، الراشيدية، صويرة، سلا... وما يتواجد بها من مساجد ومدارس وأبواب وقصبات وقصور تؤثثها مجموعة من الزخارف والنقوش.التراث المنقول : الذي يضم قطعا أثرية كالنقود والحلي والأواني الخزفية والأسلحة القديمة وغيرها من الأدوات المنزلية الحرفية المتواجدة والمحفوظة في المتاحف.المواقع الأركيولوجية التي تضم مواقع أثرية قديمة منها وليلي، تفوغالت، ليكسوس، موكادور...