الفيزياء الكلاسيكية

تعتبر الفيزياء أحد العلوم الأساسية، وهي، في نظر كثير من العلماء، العلم الأساسي بين العلوم والطبيعة، فمن ناحية، تعنى الفيزياء بالمبادئ الأساسية للكون، ولقد حالفها النجاح في صياغة عدد من النظريات والقوانين والمعادلات التي ساعدت توسيع آفاقنا وتعميق معرفتنا بالنظام الكوني، مما أسهم، بشكل أو بآخر، في تشكيل نظرتنا نحو هذا الكون.هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، تعمل الفيزياء مع فروع العلوم التطبيقية المتعددة كالهندسة بفروعها على استثمار الأفكار والمفاهيم ونقلها (أو ترجمتها) بالتعاون مع مؤسسات الصناعة والتطوير إلى خير الواقع في صورة تقانات تشيّد على أسس وظواهر فيزيائية محددة. وهذا ما يندرج تحت العنوان الشائع التكنولوجيا أو التقانة. وقد كان لكلا الجانبين: النظري العقلي الفلسفي من جهة، والتطبيقي التقاني من جهة ثانية، دورهما في دفع عجلة الحياة المعاصرة في اتجاه بالغ التطور. هذا وقد تعددت فروع الفيزياء لتشمل الديناميكا الحرارية والكهرمغناطيسية ونظرية النسبية، وميكانيكا الحكم، والفيزياء النووية، وفيزياء الحالة الصلبة، والليزر والألياف البصرية.يأتي هذا الكتاب الذي خصص معظمه لموضوع الميكانيكا، في هذا الإطار ويشمل المبادئ والقوانين الأساسية في الميكانيكا بفرعيها: الكينماتية (الكاينماتيكا)، والديناميكا، وسيكون ذلك بمعالجة أنواع الحركة الخطية والمستوية والدائرية، وقوانين نيوتن الثلاثة، والطاقة، والشكل، والزخم والتصادم، والحركة التوافقية البسيطة، وتقتصر المعالجة في هذه الفصول على الجسيمات النقطية مع التعرض لحركة الأجسام الصلبة (الأجسام الجاسنة) بقدر يتفق مع ما يتوقع من طلبة مادة كهذه في دراستهم الجامعية المبكرة، وينتهي هذا الجزاء بقسط متواضع من المعلومات الأساسية عن المواقع والديناميكا الحرارية والغازات.هذا ويجدر الإشارة إلى أن المؤلف رغب في تقديم هذا الكتاب باللغة العربية، نصاً وروحاً، إلا أنه لجأ إلى ترميز الكميات الطبيعية الواردة فيه بالرموز المناظرة لها المعتادة في اللغة الإنكليزية، ولذلك، جاءت المعادلات والعلاقات الرياضية، جميعها، مكتوبة بالإنكليزية، واللاتينية المألوفة.