تنعقد هذه الدراسة على إظهار جملة العوائق التي تعترض قيام الدولة في لبنان بمعناها الحديث القائم على سلطة المؤسسات. يشغلها هم أساسي متشكل من جملة الهواجس والتساؤلات التي تدور على محور واحد يتمظهر في هذا السؤال:لماذا تمتنع المؤسسات في لبنان عن القيام بالدور الذي أنشئت من أجله، وبالتأثير في دولة لم تترك أي تعبير، على المستوى النظري،...
قراءة الكل
تنعقد هذه الدراسة على إظهار جملة العوائق التي تعترض قيام الدولة في لبنان بمعناها الحديث القائم على سلطة المؤسسات. يشغلها هم أساسي متشكل من جملة الهواجس والتساؤلات التي تدور على محور واحد يتمظهر في هذا السؤال:لماذا تمتنع المؤسسات في لبنان عن القيام بالدور الذي أنشئت من أجله، وبالتأثير في دولة لم تترك أي تعبير، على المستوى النظري، إلا وأدخلته في قاموسها السياسي للتدليل على ديمقراطية الحياة السياسية في لبنان، ونظامه السياسي المفصح عن تشعيب في مؤسسات السلطة والفصل في ما بينها، هذه السلطات التي يمكن أن تمارس في ظل دستور يحفظ للمواطن حقوقه، ويظهر واجباته في مواد وقوانين واضحة المضمون والرؤية تكفل له حريته وتساويه مع أقرانه من المواطنين في مجتمع محط الولاء، حيث لا مقياس للمواطنية فيه إلا بمقدار هذا الولاء.تحاول هذه الدراسة الإجابة عن هذه الجملة من التساؤلات من خلال عملها على إظهار الأسس التي انبنت عليها الدولة الحديثة في لبنان والحداثة هنا تعني المعاصرة من الناحية التاريخية، ولا تعني الحداثة بما هي نمط تفكير وسلوك، ونظرة محددة وجلية إلى الكون والإنسان والمجتمع.