مدحت صفوتقبعته التي ارتداها في هذا اليوم كانت غريبة.. (هتفنا بقوة).. نظر في وجهي ومد يده فنزع عني قبعتي مؤكدا: يخلق من الشبه أربعين.وعاد إلى الهتاف.. لم أتصور أنني أرتدي نفس القبعة، لذا صمتُّ قليلا لأستوعب الأمر ثم ضحكنا في وقت واحد وهتفنا في صوت واحد نصرخ في وجه الفجر الذي تأخر...مصطفى نوبيالكاميرا التي تصطحبه دائما لم تكن معه ...
قراءة الكل
مدحت صفوتقبعته التي ارتداها في هذا اليوم كانت غريبة.. (هتفنا بقوة).. نظر في وجهي ومد يده فنزع عني قبعتي مؤكدا: يخلق من الشبه أربعين.وعاد إلى الهتاف.. لم أتصور أنني أرتدي نفس القبعة، لذا صمتُّ قليلا لأستوعب الأمر ثم ضحكنا في وقت واحد وهتفنا في صوت واحد نصرخ في وجه الفجر الذي تأخر...مصطفى نوبيالكاميرا التي تصطحبه دائما لم تكن معه هذه المرة، فسألناه عنها ولم يجب، وأخرج صورة كبيرة التقطها في لحظة غريبة لا تتكرر.. كنا جميعا نضحك بملء قلوبنا ولا تبدو في الخلفية إلا سماءً مفتوحة عن آخرها=...عبد الله راغبلم يكن ارتفاع صوته هذه المرة بقصيدة القتيلين اللذين تقاتلا في عين امرأة في وجود لوركا ،بل كانت ضحكة مجلجلة جعلت الجميع ينظر نحونا ويضحك بنفس الطريقةسيد الوكيللم أره جالسا ككل مرة يعدل من وضع نظارته ويتأمل كتابا فيمتعض حينا وينبسط أحيانا.. لم أره جالسا أصلا، بل كان ممسكا بيد (أميرة) ويسرعان مخترقين كل الصفوف واصلين إلى القلب بكل سهولة.....واحد / أنافوجئ أنه ليس وحيدا.... فوجئت أنني لست وحيدامعه ناس... معي ناسمعه وطن... معي وطن...وائل فتحيطالت قامته أكثر من أي وقت مضى ،وصنعت نظارته التي تحملها أنفه بصعوبة شديدة فارقا جديدا، كان يهتف (أنا الطفل إللي ممكن يزعج العالم بصمته) وظل يردد هتافه ،وقامته تطول وترتفع حتى تتشابك مع خيوط النهار الأولى بعيدا عن حكمة العواجيز..طعم الأسفلتالجلوس على الأسفلت ورص الطعام ،وتشكيل دائرة حوله صار شكلا يوميا لا نستغني عنه....اليوم أتوق لنفس الدائرة وطعم الأسفلت.أحمد شوقي عليالقط فتحي كان يموء باحثا عن قطته التي سلبوها منه، بينما كان أحمد يبحث عن شيء آخر وعيناه لا تفارقان صديقه فتحي وشاشة اللاب توب والزحام يشتد حولهما.. الجميع يحبس الأنفاس.. وجد فتحي قطته ،فيصيح أحمد ويصيح الجميع رافعين الأيدي بعلامة النصر...أسامة الحدادلم يجلس ككل مرة على المقهى ليكتب عن المراهق الذي سخر هو ورفيقته منه حينما رأى يده تتشابك مع يد مراهقة في الأربعين بل امتص سجارته حتى آخر نفس فيها وراح يجري في الشوارع حتى وصل إلى ميدان طلعت حرب وسمع رنين هاتفه ،فوجد رقما غريبا.. رد بسرعة، وكنت على الجانب الأخر من المكالمة أبكي فبكى وهو يطير ليقبل طلعت حرب...صديقيإنه الوحيد الذي كان يحلو لي أن أتهمه بالسلبية، وإمعانا في السلبية كان يسكت.. لم أصدق عيني وهو يعلو الجميع لتخترقه رصاصة غبية فيسقط ونظرته مصوبة نحوي فقط مبتسما: مش وحدك بتحبها.ثم حلق بجناحين متسعين اتساع الجنة وتركني نقطة ضئيلة في ميدان فسيح جدا.*ملحوظة: الأسماء الواردة لكتاب ونقاد وفنانين مصريين التقينا جميعا في ميدان التحرير.