صدر كتابي (مدخل إلى علم اللغة) منذ أكثر من ربع قرن، وفي هذه الأثناء كنت أعيد نشره مستنسخًا من أصله. ولكني جمعت نفسي هذا العام، وعكفت على مراجعته على ضوء ما سبق تقييده وملاحظته، وبدأت عملًا مضنيًا في هذه المراجعة بل في إعادة كتابته؛ أبقيت على بعض ما فيه، وعدلت بعضًا آخر، وأضفت إليه مباحث لم تكن موجودة، وعنيت كذلك بتيسير عرض مباحث...
قراءة الكل
صدر كتابي (مدخل إلى علم اللغة) منذ أكثر من ربع قرن، وفي هذه الأثناء كنت أعيد نشره مستنسخًا من أصله. ولكني جمعت نفسي هذا العام، وعكفت على مراجعته على ضوء ما سبق تقييده وملاحظته، وبدأت عملًا مضنيًا في هذه المراجعة بل في إعادة كتابته؛ أبقيت على بعض ما فيه، وعدلت بعضًا آخر، وأضفت إليه مباحث لم تكن موجودة، وعنيت كذلك بتيسير عرض مباحثه فعنونت ما يضمه كل مبحث من أفكار فرعية.ومما أضفته- وكنت قد وعدت بذلك في نشرته الأولى-: مبحث عن (التحليل اللغوي عند تشومسكي)، وقد ضممت هذا المبحث إلى باب (التحليل اللغوي)، ومبحث ثاني عن (المدرسة التوليدية التحويلية) وضممته إلى مباحث الباب الخامس عن (تاريخ علم اللغة). وقد وجدت من الضروري أن أتوسع في موضوع التحليل اللغوي عند البنيويين، فأضفت مبحثًا عن (المكونات المباشرة) والبحث فيها من الإجراءات المقررة في عملية التحليل، وقد استفاد منها واعتمدها تشومسكي. كما أضفت مبحثًا عن التطورات الجديدة في الترجمة الآلية، وقدمت لذلك مثالًا لنص انجليزي مترجم إلى العربية، وما حدث في ترجمته من تطورات، وأجريت تقييمًا لهذا الإنجاز وما يتطلبه من تدخل الإنسان في مراجعته. ثم إنني أضفت مبحثين عن (التداولية) و(علم لغة النص)، وأضفتهما إلى باب (تاريخ علم اللغة) وبذلك أصبح هذا الباب يضم أهم التطورات الحديثة في مجال علم اللغة. ونظرت في الكتاب بعد ما أجريته من تعديلات وأضفت إليه من مباحث، فإذا بي أكتشف أنه لم يعد (مدخلًا) بل أصبح في (علم اللغة الحديث).
