الكتاب من تحقيق محمد بن أحمد مكي."من ذخائر السنة النبوية" كتاب يضم باقة عطرة من رياض السنة النبوية، وهي مجموع الأحاديث النبوية التي قام بشرحها الشيخ طه محمد الساكت في مجلة الأزهر. وقد بلغت الأحاديث 119 حديثاً نبوياً. وجميعها انتقاها الشيخ الساكت من الصحيحين أو أحدهما، سوى حديثين فقط وهما حديث: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعني...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق محمد بن أحمد مكي."من ذخائر السنة النبوية" كتاب يضم باقة عطرة من رياض السنة النبوية، وهي مجموع الأحاديث النبوية التي قام بشرحها الشيخ طه محمد الساكت في مجلة الأزهر. وقد بلغت الأحاديث 119 حديثاً نبوياً. وجميعها انتقاها الشيخ الساكت من الصحيحين أو أحدهما، سوى حديثين فقط وهما حديث: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وحديث "التماس رضا الله وإن سخط الناس". وقد انتقى الأحاديث التي قام بشرحها من جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم، وروائع توجيهاته، حسب المناسبات المقتضية لذلك. ففي افتتاح السنة الهجرية يختار غالباً حديثاً يتعلق بالهجرة النبوية المباركة، مثل حديث: "لا هجرة بعد الفتح". وحديث "خير القرون". وفي شهر رمضان يختار في بعض السنوات الأحاديث المتعلقة بالصيام وفضله، كحديث: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم..". وفي شهر ربيع الأول يختار، غالباً، أحاديث تتعلق بالمولد النبوي الشريف، وأخلاقه الحميدة وشمائله المجيدة صلى الله عليه وسلم، فيشرح حديث عبد الله بن عمرو في "صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة"، ويشرح حديث عمر بن أبي سلمة بعنوان "من أدب النبوة"، ويكتب حول الجهاد عدة أحاديث في "حي على الجهاد" بمناسبة الغارة على مصر.وهكذا ينوع اختياراته للأحاديث النبوية، باختلاف الدواعي والمناسبات، وأحياناً يشرح بعض الأحاديث استجابة لرغبة بعض أساتذته وإخوانه. وأما طريقته في الشرح، فكان الشيخ طه الساكت يختار الكثير من العناوين من تراجم البخاري في صحيحه كما في "قصة أبي طالب". وقد يختار عنوان الحديث من لفظة الحديث نفسها كما في أول حديث شرحه "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، كما أنه يحسن اختيار العناوين التي يربط فيها الماضي بالحاضر ويطبقه على الواقع، كما في شرحه لحديث "إجلاء اليهود من جزيرة العرب" يختار له عنوان: "عيد الجلاء الأول".بالإضافة إلى ذلك كان الشيخ الساكت يقتصر في أكثر الأحاديث التي يشرحها على متن حديث واحد، وقد يضيف في بعض الأحيان متوناً أخرى يشرحها في مكان واحد. وفي بعض الأحيان لا تتسع الصفحات المحدودة في المجلة لشرح الحديث في حلقة واحدة، فيشرحه في موضعين أو ثلاثة. أما بالنسبة لعملية تخريج الأحاديث، فكان المؤلف يخرّج الأحاديث بإجمال دون ذكر الكتب والأبواب، ولا سيما أن أكثر الأحاديث التي انتقاها من الصحيحين أو أحدهما. وقد يذكر في بعض الأحيان فروق الألفاظ كما في حديث: "الحب الإلهي": إذا أحب الله عبداً نادى جبريل.." قال.."قال:" رواه الشيخان غير أن مسلماً انفرد بذكر الشطر المقابل: "وإذا أبغض عبداً دعا جبريل...". كما يذكر في بعض الأحيان مواضع رواية الحديث. أما طريقته في الشرح فقد كان الشيخ الساكت يبدأ شرحه في بيان المفردات، ثم المعنى الإجمالي، مشيراً إلى لطائف الحديث وأسراره، شارحاً الحديث بالحديث، مورداً الروايات المتعددة التي تبين معناه، ومنبهاً في أكثر من موضع إلى تحري الصحابة والتابعين فيما يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحرصهم على الأمانة والحيطة، ومنبهاً إلى كثير من الأحاديث الموضوعة، وما لا أصل له مما اشتهر على ألسنة الناس، غير متعرض في اختياراته لأحاديث الأحكام، وقد يعرض له أثناء شرحه للحديث بعض الأحكام الفقهية، فيتكلم عنها باختصار، محيلاً من يريد التوسع في الأحكام الفقهية إلى المراجع التي اهتمت بذلك.