"الحكومة والسياسة في الإسلام" كتاب جاء يعالج قضية عصرية، وإن كانت جذورها قديمة، قضية لا زالت تشغل المفكرين والباحثين ورجال السياسة، فهي تطرح واقعاً هاماً في عالمنا لعربي والإسلامي المعاصر. ففي أجواء التاريخ الإسلامي ومراحله، يأخذنا المؤلفان منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، ويقلبان صفحاته، ويقدمان رؤية مفكري الإ...
قراءة الكل
"الحكومة والسياسة في الإسلام" كتاب جاء يعالج قضية عصرية، وإن كانت جذورها قديمة، قضية لا زالت تشغل المفكرين والباحثين ورجال السياسة، فهي تطرح واقعاً هاماً في عالمنا لعربي والإسلامي المعاصر. ففي أجواء التاريخ الإسلامي ومراحله، يأخذنا المؤلفان منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، ويقلبان صفحاته، ويقدمان رؤية مفكري الإسلام حول تلك القضية التي لا يزال الجدل يدور حولها، وتأتي قضية الخلافة والإمامة كمحور رئيسي في هذا الكتاب مع بيان الخلاف فيا لفكر الإسلامي بين مفكري السنة والشيعة حول تلك القضية.وينقلنا المؤلفان عبر وقفات تاريخية، إلى آراء المفكرين الإسلاميين تجاه هذا الموضوع: هل الخلافة هي الشكل الأمثل للحكم الإسلامي، أم هناك أشكال أخرى لنظام الحكم والدولة والحكومة؟ هل الديمقراطية الغربية كأسلوب حكم غربي تتعارض مع القيم الإسلامية؟ويستعرض المؤلفان أنواع التلاقي الذي تمّ بين الفكر الإسلامي الشيعي والديمقراطية الغربية، هذا التلاقي الذي كان أحد أسبابه وجود الشيعة في المعارضة السياسية بشكل دائم. كما ويناقش المؤلفان أفكار المحدثين في العالم الإسلامي، وموقف هؤلاء من الفكر الغربي بشكل عام، ويستعرضان أفكار رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي وجمال الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا وعلي مبارك ولعل الكتاب في استعراضه لأطروحات هؤلاء المفكرين، يقدم مجموعة من الأسئلة ويحاول الإجابة عليها حول موقفهم من شكل الحكومة في الإسلام، وإلى أي مدى تأثرت أفكارهم مع الوافد، وإلى أي حد يقبلون الموروث، وإلى أي مدى تتفق أو تختلف أفكار ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً الاشتراكية مع الإسلام. تلك هي الأسئلة الهامة التي تتصل مباشرة بحياتنا المعاصرة، في ظروفها السياسية في أرجاء وطننا العربي والإسلامي.