الحياة الثقافية في لبنان مدنية، بلا ريب، للدكتور صادق جلال العظم ببعض توهجها وتوبتها وحيويتها. ولصادق جلال العظم أيضاً نصيب كبير في تشكيل الصورة الراهنة للفكر العربي الحديث لإسهاماته النقدية الكثيرة التي قدمها خلال أكثر من ثلث قرن.فمنذ أن اقتحم الدكتور العظم الحركة الثقافية في لبنان في أواسط الستينات، وهو يخوض في ثناياها ناقداً ...
قراءة الكل
الحياة الثقافية في لبنان مدنية، بلا ريب، للدكتور صادق جلال العظم ببعض توهجها وتوبتها وحيويتها. ولصادق جلال العظم أيضاً نصيب كبير في تشكيل الصورة الراهنة للفكر العربي الحديث لإسهاماته النقدية الكثيرة التي قدمها خلال أكثر من ثلث قرن.فمنذ أن اقتحم الدكتور العظم الحركة الثقافية في لبنان في أواسط الستينات، وهو يخوض في ثناياها ناقداً ومجادلاً وصانع أفكار، فاسهم في هذا الفكر العربي الراكد وفي خلخلة العقلية الخرافية الموروثة، وحاول أن يوقظ، ما استطاع، العقول الذاهلة من ذهولها والفكر الناعس من غفوته وأن يحرّض على التحرر والإنعتاق داعياً في الوقت نفسه، إلى تقويض جدران الانغلاق، فتمكن من أن يحفر في الثقافة العربية أخاديد وجداول وأنهاراً من النقد والتفكر والمحاججة والسحال.أتشعل صادق جلال العظم الكثير من المعارك النقدية، فقامت عليه قيامة العالم القديم كله وثارت في وجهه عواصف المعارضة الفكرية، ومنذ "النقد الذاتي بعد الهزيمة" و"نقد الفكر الديني" حتى"ذهنية التحريم" ثم "ما بعد ذهنية التحريم" ظهر فإن هوايته ابتداع الأفكار والتصدي للمشكلات الكبرى وأثاره الدبابير من أعشاشها. وفي منزله في بيروت، وبين لوحات لـ فاتح المدرّس ونزيهة خانم وعارف الريّس، جرى حوار شامل ضمت صفحات هذا الكتاب تفاصيله، حيث تناول سيرته الشخصية ومسيرته الفكرية في آن.