الصورة اللونية في الشعر الأندلسي

تعد الألوان مؤسساً من أهم مؤسسات المنظر الجمالي واحدى اهم خصوصيات الحياة البشرية ، بها جمل الانسان حياته وتجمل ليظهر بهاءه ويرضي عدداً من رغباته ، والألوان عالم لا يحده واصف ولا يحيط به خيال مبدع مهما كانت درجة الأبداع عنده واستخدم الانسان هذه الألوان على نحو مباشر كاستخدامها في الرسم والاصباغ بمجالاتها المختلفة وغير مباشر فكانت المفرادات اللغوية خير معبر عن ذلك ، والشعر مصدر الثراء اللغوي عند العرب احبته وعبرت من خلاله عما جال في اذهانها واعتلج بين خلجاتها وهو بقيامة على الخيال والتصوير وهما ركنا العملية التكونية للصورة اللونية في الشعر ، فإن الشاعر يجمع عبره شتات رؤاه ليخرجها وقد حملت معها من صورة الجمال وقد اخذت زينتها فتبهرجت بالألوان وتوشحت حتى استحالت صوراً لونية نابضة بالحياه - ولكي نعطي رؤيتنا للصورة اللونية بعدا واقعيا تطبيقا يوضح فلسفتنا في تناولها فقد قصرنا دراستنا على انموذج واحد هو ديوان ابن الزقاق البلنسي بوصفه احد ابرز شعراء دولة الطوائف والمرابطين من حيث نضج ملامح الفن الشعري الاندلسي واكتسابه هويته الخاصة