"في احدى الليالي زارني الله .أخبرته برغبتي ان اصبح نبي. لم يعترض على ذلك...ولم يرفض طلبي..ولكنه وضع شرطا غريبا وقال لي:اذا نفذت هذا الشرط سأمنحك الفرصة. وانا اقف امام الرب اكتشفت نوع النظرة التي ينظر بها الينا.ادركت مدى اهتمامه بنا.انه منشغل بنا بصورة لا نتوقعها.عرفت ايضا بأن هناك حالة اتصال قد تكونت بيني وبينه وانهذه الحالة لن ...
قراءة الكل
"في احدى الليالي زارني الله .أخبرته برغبتي ان اصبح نبي. لم يعترض على ذلك...ولم يرفض طلبي..ولكنه وضع شرطا غريبا وقال لي:اذا نفذت هذا الشرط سأمنحك الفرصة. وانا اقف امام الرب اكتشفت نوع النظرة التي ينظر بها الينا.ادركت مدى اهتمامه بنا.انه منشغل بنا بصورة لا نتوقعها.عرفت ايضا بأن هناك حالة اتصال قد تكونت بيني وبينه وانهذه الحالة لن تنقطع بعد هذا اليوم...لقد تم حسم موضوع وجود الله... انه هنا..موجود بداخلي.له مستقر داخل ذاتي.لم اعد بحاجة الى التوجه للسماء.. اتفاقنا تم هنا ... على الارضبطريقة بسيطة وبعيدة عن الشكليات والمراسيم القديمة التي يتم اتباعها عند اصدار المراسيم الالهية الخاصة بتكليف الانبياءخطوة واحدة فقط من بعدها تصبح مؤهلا لحمل صفة النبياشارة الرب هكذا وصلتنيومن هنا كانت البداية........يخوض شهيد هذه المغامرة برؤية فكرية قد لا يتقبلها المجتمع ويعترض عليها حينما أنْسَنَ السماوي والمقدس الثابت وجعله في متناول اليد ومنحه روحاً أسطورية جديدة تتماهى مع الأرضي المثقل بالآلام والأحزان والانكسارات اليومية من أجل الخلاص وتوكيد الإنسانية على قيم مفهومة معتدلة وعادلة غير معقدة بدلاً من تخبطات المقدس الذي يحمله رجال الدين كمشروع للظلم والتخويف والتخوين، وهو أمر فيه مجازفة أمام عقول متحجرة جعلت من المقدس أسطورة قارّة ينبغي ألاّ تخضع للجدل والمناقشة والتأويل مثلما جعلت من النص بعموميته الأسطورية-التاريخية غير قابل للنظر فيه.(2)تستعرض «سارق العمامة» سبعة أيام من حياة شخص حلم أن الرب جاءه في الحلم فأبدى رغبته له بأن يكون نبياً فوافق الرب مشترطا عليه شرطاً لم يتوقعه وهو سرقة عمامة، عندها يمكن أن يكون نبياً جديداً للبشرية لو حقق هذا الشرط البسيط في ظاهره والعميق في رمزيته ودلالته؛ ومن هنا تبدأ السرديات الكبيرة والاحتمالات التي تضجّ بها الرواية كون العمامة «الشيء الوحيد الذي لا يجوز الاقتراب منه والتحرش به في هذا الزمن» و»ربما هي الأقرب للعقل» وربما هذا «ناتج عن قناعة الرب بأن مظهر العمامة لم يعد مناسباً في هذا الزمن» و»من المتوقع أن الرب قد أدرك أن الحروب.. هي حروب عمائم ..» ومثل هذه التداعيات وغيرها شكّلت اللبنة الأساسية لاحتمالات هذا الشرط غير المتوقع عبر الشخصية الراوية الوحيدة على مدار النص الطويل وهو الراوي كليّ العلم بمجريات الأحداث والصوت الواحد الذي دارت حلقة الرواية عليه من البداية إلى النهاية.