انتهى حديث أدبالي وعثمان غازي في ساعة متأخرة من الليل، وبعد أن خلد عثمان إلى النوم ظهر له في رؤياه هلالٌ خرج من حجر الشيخ أدبالي، ثم استحال بدراً، بعدها توارى في صدره، ومالبثت شجرة بلوط ان نبتت في حجره، وراحت تكبر، وتخضوضر تدريجيا فامتدت ظلال أغصانها في القارات الثلاث، وانقسمت ستّة أغصان غطّت البحر واليابسة، وصارت جبال القوقاز و...
قراءة الكل
انتهى حديث أدبالي وعثمان غازي في ساعة متأخرة من الليل، وبعد أن خلد عثمان إلى النوم ظهر له في رؤياه هلالٌ خرج من حجر الشيخ أدبالي، ثم استحال بدراً، بعدها توارى في صدره، ومالبثت شجرة بلوط ان نبتت في حجره، وراحت تكبر، وتخضوضر تدريجيا فامتدت ظلال أغصانها في القارات الثلاث، وانقسمت ستّة أغصان غطّت البحر واليابسة، وصارت جبال القوقاز وطرطوس وأطلس أعمدة تشد من أزرها، وثمة أنهار عظيمة تلاطم عند جذورها؛ وفيها تجري "دجلة" و "الفرات" و "النيل" و"طونة" تتدفق.......فاستيقظ عثمان متصبباً عرقاً لعظمة ما رآه، وقص على أدبالي ذلك تفصيلاً، فكان يصدقه هازًّا رأسه .....عثمان هذا الفتى العشريني أغرق شيخه أدبالي في عوالم مختلفة.....فبشره أدبالي مبتسماً بعد صمت برهة:_بني عثمان، ابشر ؛ لقد منّ عليك ربّ العالمين وذريتك بالسلطنة والحكم، بارك الله فيك وفيها؛ ستؤسّس دولة عظيمة تشمل حدودها القارات الثلاثة الكبرى والبحار ....