إذا ما اقتربنا من القرن السابع الهجري وجدنا أن عقائد الشيعة الفاسدة تضرب بجذورها الخبيثة في مصر والشام بفضل دعاة الدولة الفاطمية، ولما زالت الدولة الفاطمية وحلت محلها الدولة الأيوبية انقشعت الغيوم وزالت الهموم؛ إذ أن ولاة الدول اليوبية اهتموا بالعلم والعلماء، فشرع العلماء في هذه الآونة في إزالة ما خلفه الفاطميون من عبث، وحاولوا ...
قراءة الكل
إذا ما اقتربنا من القرن السابع الهجري وجدنا أن عقائد الشيعة الفاسدة تضرب بجذورها الخبيثة في مصر والشام بفضل دعاة الدولة الفاطمية، ولما زالت الدولة الفاطمية وحلت محلها الدولة الأيوبية انقشعت الغيوم وزالت الهموم؛ إذ أن ولاة الدول اليوبية اهتموا بالعلم والعلماء، فشرع العلماء في هذه الآونة في إزالة ما خلفه الفاطميون من عبث، وحاولوا تعليم الناس عقائد اهل السنة وتوضيحها لهم، ودفعوا شبه المخالفين ومحقوا افتراءاتهم، وبهذا أمكننا أن نرى نشاطاً ملحوظًا لمتكلمي أهل السنة في هذا الجانب، وبرز منهم أئمة أعلام: كالإمام الرازي (فخر الدين) المتوفي سنة (606 هـ) الذي كان له نشاط ملحوظ في التأليف والتصنيف، فانتشرت كتبه وذاعت، وقد اهتم بكتبه اللاحقون له وتناولوها دراسة وشرحًا، ومن أبرز العلماء الذين ظهروا في هذه الحقبة العلامة شرف الدين ابن التلمساني الفهري المتوفي سنة (644 هـ) وهو مؤلف كتاب (شرح معالم أصول الدين)- وهو الكتاب الذي نقدم له-، وقد كان عملي في هذا الكتاب يتناول جانبين: الجانب الأول: قدمت فيه دراسة عن شرف الدين ابن التلمساني وعن كتابه (شرح المعالم)، والجانب الثاني: هو جانب التحقيق والتعليق وتقديم نص الكتاب محققًا معلقًا عليه، ثم ختمت الكتاب بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج.