الزكاة في الإسلام هي أول نظام عرفته البشرية لرعاية للفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم، حيث يؤخذ قسط من أموال وثروات الأغنياء ويوزع على الجماعات الفقيرة والمساكين والمحتاجين . وتعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة التي قرنها الله تعالى في كثير من الآيات بالصلاة التي هي عماد الدين، فمنزلتها عظيمة عند الله، ...
قراءة الكل
الزكاة في الإسلام هي أول نظام عرفته البشرية لرعاية للفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم، حيث يؤخذ قسط من أموال وثروات الأغنياء ويوزع على الجماعات الفقيرة والمساكين والمحتاجين . وتعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة التي قرنها الله تعالى في كثير من الآيات بالصلاة التي هي عماد الدين، فمنزلتها عظيمة عند الله، وهي طهرة لأموال المزكي، وطهرة لنفسه من الأنانية والطمع، والحرص على الأموال.كما تعد الزكاة طهرة للمجتمع من التحاسد والتباغض، وتعد عنصرا هاما لزيادة التواد والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم، وتضمن الرضا والطمأنينة والسلامة بينهم، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصوم والزكاة .." الإمام أحمد. وبدون شك أن الزكاة تؤدي إلى زيادة تماسك المجتمع، والقضاء على الفقر وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأخلاقية، خصوصا إذا أحسن استغلال أموال الزكاة وصرفها لمستحقيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " رواه مسلم .وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزكاة لا تنقص المال، وفي الحقيقة بل تباركه وتزيد فيه، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما نقصت صدقة من مال " رواه الإمام مسلم .وأداء الزكاة يشرح الصدر، ويجعل الإنسان مؤمنا كاملا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " البخاري ومسلم.والزكاة تجعل المجتمع الإسلامي كأنه أسرة واحدة، فيعطف فيه القادر على العاجز، والغني على المعسر، مما يزيل غيظ الفقراء وغضبهم، إذ قال تعالى: (وأَحسن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) القصص 77.وإن ما يعزز الشعور بالسعادة عند الفرد هو إنفاق المال على الآخرين، وأن إنفاق أي مبلغ على الآخرين يبعث السعادة في النفس، والزكاة تعمل على تزكية النفس وتطهيرها ورفع معنويات المنفق وتعطي دفعة نفسية أكبر للفرد، تجعله قادرا على مواجهة مصاعب الحياة، وقد ذكر ابن القيم أن الكرم والجود من أسباب انشراح الصدر عند الإنسان .والزكاة تعمل على نشر المودة والألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، فعندما يشعر الفقير والمسكين بأن الغني يعطيه من ماله، ويواسيه في فقره وحاجته، فعند ذلك يطمئن قلبه ويشعر بسعادة كبيرة، والغني عندما يعطي المسكين يشعر بحلاوة الصدقة ولذة الإحسان إلى الآخرين، ويمكن القول أن الزكاة علاج نفسي للفرد، وعلاج اجتماعي للفقر.