.. وفي هذا الكتاب محاولة، لأن أُبين أن الحيوانات من جميع الأنواع، تحيا حياة انفعالية معقدة. إذ بالرغم من أن كثيرًا من العلماء يؤمنون بأن الحيوانات التي لاحظوها لديها عواطف، إلا إن القليل منهم هم الذين كتبوا في هذا الموضوع. ولهذا السبب، قمت أنا وشريكتي في تأليف هذا الكتاب بتنقية قدر ضخم من الكتابات العلمية، بحثًا عن الدليل غير ال...
قراءة الكل
.. وفي هذا الكتاب محاولة، لأن أُبين أن الحيوانات من جميع الأنواع، تحيا حياة انفعالية معقدة. إذ بالرغم من أن كثيرًا من العلماء يؤمنون بأن الحيوانات التي لاحظوها لديها عواطف، إلا إن القليل منهم هم الذين كتبوا في هذا الموضوع. ولهذا السبب، قمت أنا وشريكتي في تأليف هذا الكتاب بتنقية قدر ضخم من الكتابات العلمية، بحثًا عن الدليل غير المعترف به. ولقد عوّلت كثيرًا على قائمة طويلة من الشهادات التي صدرت عمن يملكون الخبرة وعلى الأخص، تلك التي أدلى بها العلماء الذين قاموا بدراسة الحيوانات في الطبيعة ميدانيًا. وحرصت على العمل الذي قام به علماء معروفون، حتى يدرك من يشكّون في هذا الموضوع أن الأدلة تأتي من مَعين واسع من الدراسات الدقيقة للحيوانات في بيئات مختلفة.وتبين هذه الدراسات الميدانية ما آمن به دائمًا غير المتخصصين: وهو أن الحيوانات تحب، وتعاني، وتصرخ وتضحك، وتخفق قلوبها عند ترقب شيء، كما تهوى من اليأس، وتحس بالوحدة، والحب، كما تشعر بخيبة الأمل، والفضول. كذلك فإنها تنظر إلى الماضي في حنين، وتترقب السعادة في المستقبل. ولا ينكر أحد ممن عاشوا مع الحيوانات أنها تشعر. غير أن كثيرًا من العلماء ليس لديهم سوى الإنكار، ولهذا السبب حاولت أن أتناول ما يقلقهم بمزيد من التفاصيل التي تزيد عما هو ضروري بالنسبة للشخص العادي. فمن يملك حيوانًا مدللًا يقول: "هذا واضح". أما العالم يقول "هذا زعم خطير" ومن هنا، فإن هذا الكتاب يحاول سد الفجوة بين المعرفة التي تتوافر للشخص الشغوف بمراقبة سلوك الحيوانات دون حكم مسبق أو تحيز، والعقلية العلمية التي تأبى أن تغامر بالدخول في تلك المنطقة الانفعالية.