إن المجموع البشرى يعيش الصراع الداخلى بين الخير والشر، ويرتفع ويهبط، ثم يتوب ويرتفع، ويخلط العمل الصالح بغير الصالح.بيد أن هناك ضمانتين استحق بهما المجتمع الإسلامى، وهذا التاريخ الإسلامى أن يكونا تاريخا ومجتمعًا إسلاميًّا، وهاتان الضمانتان ترتفعان بهذا المجتمع عن مستوى أى مجتمع سرى آخر.الأولى: أن هذا المجتمع مرتبط بأصلين ثابتين ...
قراءة الكل
إن المجموع البشرى يعيش الصراع الداخلى بين الخير والشر، ويرتفع ويهبط، ثم يتوب ويرتفع، ويخلط العمل الصالح بغير الصالح.بيد أن هناك ضمانتين استحق بهما المجتمع الإسلامى، وهذا التاريخ الإسلامى أن يكونا تاريخا ومجتمعًا إسلاميًّا، وهاتان الضمانتان ترتفعان بهذا المجتمع عن مستوى أى مجتمع سرى آخر.الأولى: أن هذا المجتمع مرتبط بأصلين ثابتين لا يمكن تحريفهما عن موضعهما.. فالقرآن والسنة فوق عبث العابثين وجبروت المتجبرين... وهذه هى الضمانة الأولى التى انبثق عنها ـ فى مجال التطبيق والفكر معًا ـ أن أصبح محمد ﷺ ـ صاحب السنة القولية والفعلية ـ هو الإمام النموذج لهذا التاريخ وحضارته الإسلامية.فقد قدم شخصية واضحة كل الوضوح تجمع بين البشرية والنبوة، تهتدى البشرية بالنبوة؛ ولكن تبقى النبوة فى دائرة العصمة، التى لا يطالب الناس بها، وتصبح البشرية المهتدية بالنبوة مجالًا للاقتداء والسباق بين الناس...أما الضمانة الثانية لهذا المجتمع الإسلامى: فهى الرأى العام ـ رأى جمهور الأمة ـ الذى يبقى ـ فى ضوء فطرته التى امتزجت بالشريعة ـ داعيًّا للمعروف، ومنكرا للمنكر.ولقد أصبح واجبًا علينا أن نعيد قراءة كتاب ربنا، وسنة نبيه ﷺ، وحركة تاريخنا الإسلامى... بل وحركة التاريخ الإنسانى؛ فى ضوء علم السنن الربانية، وتفسير التاريخ؛ تفسيرًا إسلاميًّا، منطلقًا من حديث القرآن، المستفيض عن قصص الأنبياء، وقصص الأمم السابقة، بدءًا من موقف إبليس من آدم، وتفضيل الله لآدم عليه السلام.. لأنه أعطاه العلم والإرادة: (وعلم آدم الأسماء كلها) [البقرة: 31].. وصولًا إلى ما نفقهه من سيرة محمد خاتم الأنبياء ﷺ التى قدمت لنا دروسًا فى التعامل مع كل ظروف الحياة، بمثالية وواقعية فى سياق واحد..