رواية " رحلة ذات لرجل شرقي " للكاتبة والروائية " سناء أبو شرار" تسعى لتقديم صورة مغايرة للرجل الشرقي؛ باعتباره الأب والأخ والابن والزوج؛ وقبل ذلك الإنسان؛ من خلال الإبحار في أعماق ذاته؛ مشاعره؛ أفكاره؛ أسراره؛ أحلامه، عبر لغة سردية سلسة ومؤثرة."سناء أبو شرار" في روايتها تعارض الموروث الثقافي الذي يصور الرجل الشرقي وكأنه وحش قاس ...
قراءة الكل
رواية " رحلة ذات لرجل شرقي " للكاتبة والروائية " سناء أبو شرار" تسعى لتقديم صورة مغايرة للرجل الشرقي؛ باعتباره الأب والأخ والابن والزوج؛ وقبل ذلك الإنسان؛ من خلال الإبحار في أعماق ذاته؛ مشاعره؛ أفكاره؛ أسراره؛ أحلامه، عبر لغة سردية سلسة ومؤثرة."سناء أبو شرار" في روايتها تعارض الموروث الثقافي الذي يصور الرجل الشرقي وكأنه وحش قاس لابد من ترويضه، لتقدم لنا قناعاتها بأنه ليس كل الرجال وحوش، كما أنه ليس كل النساء ملائكة...تقول: "سناء أبو شرار":(... فلماذا تُصر المقالات والروايات والإذاعات على أن تقنعني بأن الرجل الشرقي وحش قاس لابد من ترويضه، وأنا لم أرَ منه سوى دفئه وعطائه؟.. لا ، ليس كل الرجال وحوش، كما أنه ليس كل النساء ملائكة... ولتقديري لعطائه وتضحياته الصامتة والأمن الذي يُشيعه حين يستقر الحب بقلبه... أهدي روايتي هذه لرجل شرقي كان ويوجد وسيكون دائمًا بحياتي.)نقرأ على لسان بطل الرواية:( أنا كرجل شرقي لي صندوق أسود صغير أُخبئه في عقلي أو في صدري، أو ألقي به إلى أي مكان، ولا أنظر لمحتوياته، ولكن مُحتوياته تُطل من حين لآخر ورغمًا عن رغبتي بعدم رؤيتها، إنها مشاعري، أفكاري، ذكرياتي وآرائي حول ما لا أريد الحديث عنه..أعيش حياة طبيعية وأفرض الهدوء على كل تصرفاتي، ولكن في أعماقي الدفينة أغضب وأصرخ وأدمر الأشياء من حولي، وحينها تُطل محتويات صندوقي من جديد.. فأُضيف إليها محتويات أخرى وأغلق الصندوق من جديد. وهذا الصندوق لابد أن يبقى صغيرًا مهما امتلأ لكي أستطيع حمله، فحين لا يعود باستطاعة الرجل أن يحافظ على حجم ذلك الصندوق؛ تتمزق الأشياء في حياته ولا يعد قادرًا على جمع شتات نفسه..وهي كامرأة تفخر بمحتويات حياتها؛ تُعلنها وتتحدث عنها للجميع ، لأنها سوف تُلاقي كل التعاطف، ولكن من سوف يتعاطف مع رجل هش نفسيًا؟ رجل تتداعى ذاته أمام ناظريه في كل يوم، فيُفضل الصمت والمضي قدمًا مدعيًا أنه الأقوى والمسيطر، وقد يكفيه أن تُذعن له امرأته فقط أمام الآخرين، ولا يهم لمن القرار الأخير طالما أن صورته كرجل قوي لا تزال صامدة على الجدار الحجري.ألقيت صندوقي الأسود في مكان ما، ولكن محتوياته لا تكتفي بأن تُحملق بي من حين لآخر، ولكنها تلح بالخروج، وأن يتداعى كل شيء من حولي.. فرغم شعوري بالضعف لاستعادة كل هذه الذكريات، وشعوري أحيانًا بأنني ألعب لعبة عبثية تناسب طبيعة المرأة أكثر من أن تناسب طبيعة الرجل، إلا أنني بحاجة إلى إعادة تنظيم محتويات صندوقي الصغير قبل أن يتهشم، وأرى ذاتي تتناثر من حولي.....