الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، كتاب للسمين الحلبي تلميذ أبي حيَّان، ويُعد من كتب إعراب القرآن وتوجيه القراءات، وجمع آراء النحاة والترجيح بينها، وهو كأبي حيَّان لم يتناول إعراب القرآن لفظة بلفظة، بل بيّن ما أُختلف في إعرابه وما اشتهر، وكذلك المسائل الصرفية المتعلقة ببعض الكلمات عند توجيهه للقراءة، وقد تتبع شيخه أبا حيَّان في...
قراءة الكل
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، كتاب للسمين الحلبي تلميذ أبي حيَّان، ويُعد من كتب إعراب القرآن وتوجيه القراءات، وجمع آراء النحاة والترجيح بينها، وهو كأبي حيَّان لم يتناول إعراب القرآن لفظة بلفظة، بل بيّن ما أُختلف في إعرابه وما اشتهر، وكذلك المسائل الصرفية المتعلقة ببعض الكلمات عند توجيهه للقراءة، وقد تتبع شيخه أبا حيَّان في البحر المحيط.وإن الدارس لكتاب الدر المصون يرى كثيراً من الأقوال والآراء والنقول في النحو والصرف واللغة والقراءات والبلاغة، وقد وقف السمين منها مواقف عديدة تُعدُّ عن وجهة نظره فيما يعرضه منها، وبخاصة أراءُ النحاة وأقوالُهم وإختياراتهم ومناقشاتُهم، فقد أكثر من التعرض لها، وتعقب معظمها بالرَّد والإعتراض والمناقشة، وقد يكتفي بالتنبيه على مذهب صاحبها النحوي - وأخذه بهذا المذاهب أو ذاك أو تفرده برأيه ومخالفته للجمهور - أو يتبعها بما يوضحها، أو يذكرها من غير تعقيب، ويأتي في مقدمة هؤلاء النحاة، الزمخشري، وابن عطية وغيرهما.ومن النحاة الآخرين الذين استشهد السمين بأقوالهم، سيبويه، والفراء، والأخفش، والزجاج، وغيرهم، فقد كان سيبويه بالنسبة للسمين حُجةً فيما يقول، ولذا وجدنا السمين يؤيده ويعتلَ لصحة ما ذهب إليه، ومخالفته له نادرة.سيقف هذا الكتاب على الطريقة والأسلوب في تناول القضايا النحوية والصرفية في العصر المملوكي التي ظهرت على مرَّ العصور قبل العصر المملوكي، وسيظهر شخصية فذة من الشخصيات التي تتلمذت على يديّ النحوي الكبير أبي حيّان الأندلسي، ويُعرف معشر الباحثين بعصارة العلوم العربية التي انطلقت من آيات القرآن الكريم، وتصُب - في هذا المجرى الثري - خلاصة جهودها، وصفوة مباحثها في مسائل العربية.