تعرض الإعلام السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى الانتقاد بشكل مكرر ولاذع أحيانا... وطال الانتقاد مختلف جوانب عمل هذا الإعلام وطريقة إدارته وإمكاناته وفاعليته. وكانت الدولة قد بدأت تتلمس عيوب هذا الإعلام وتحاول إصلاحه, ولكن محاولاتها لم تكن على أسس علمية ودقيقة وإنما كرد فعل على الانتقادات التي وجهت للإعلام.وهذا الكتاب يقدم مخ...
قراءة الكل
تعرض الإعلام السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى الانتقاد بشكل مكرر ولاذع أحيانا... وطال الانتقاد مختلف جوانب عمل هذا الإعلام وطريقة إدارته وإمكاناته وفاعليته. وكانت الدولة قد بدأت تتلمس عيوب هذا الإعلام وتحاول إصلاحه, ولكن محاولاتها لم تكن على أسس علمية ودقيقة وإنما كرد فعل على الانتقادات التي وجهت للإعلام.وهذا الكتاب يقدم مختلف ظروف هذا الإعلام وإمكاناته مستنداً إلى معطيات و وقائع حقيقية دقيقة, بشكل يلامس الأسباب الحقيقية التي أدت لضعفه. وهو ما يجعل هذا الكتاب أول مرجع يتناول ظروف الإعلام وواقعه, إذ أن كافة الكتب التي صدرت حول الإعلام السوري قبل ذلك لم تكن إلا تأريخاً لمراحل الصحافة السورية, تعرضت لتطوراتها لكنها لم تتحدث عن واقعها وظروفها وإمكاناتها والمعطيات الأخرى.والكتاب تحدث عن مختلف مسائل الإعلام وكذلك فإن معرفة هذه الظروف والإمكانات تمكن أصحاب القرار من التعامل مباشرة معها وتوفر رؤية أكثر موضوعية لإصلاح هذا القطاع الهام.ويرد على العديد من التساؤلات نذكر منها: هل ما زال إعلامنا هو إعلام رسمي أم إعلام السلطة أن إعلان وطني؟ وهل هو قادر على مواجهة تحديات الانفتاح والتنافس الإعلامي العربي والغربي؟ وهل ما زال الإعلام قادراً على توجيه المواطن أن المشاهد أصبح أكثر قدرة على الحكم وأكثر انفتاحاً ونقداً وعقلانية ويتطلب توصيفاً أعمق وأكثر فعالية في بناء الإعلام؟والسؤال المطروح اليوم هل سيستطيع القطاع الخاص في سورية بناء وسائل إعلامية فعالة ويعوض عن ضعف الآليات في الإعلام العام؟هل هناك حرية صحافية حقيقية في سورية قادرة على طرح أعقد القضايا الوطنية؟ وما مردود ذلك على مسيرة التطوير والتحديث المطروحة حالياً في سورية التي تواجه تحدي الوجود والتطور والاندماج الحضاري؟تحديات كبيرة تواجه الإعلام السوري المقروء والمسموع والمشاهد ويمكننا القول دوماً أن الإعلام السوري لم يرتق في كثير من الأحيان لمستوى نضج الخطاب السياسي ولم يخدمه فعلاً.لقد عالج الكاتب موضوع قانون المطبوعات الجديد وقدم له مجموعة من الانتقادات، حيث كان القانون السابق أكثر مرونة في التعامل مع الإعلامي، ففي هذا القانون يمكن لأي ليس في التفسير أن يوقع الإعلامي في المحاسبة، كما عالج في فصول عدة وضع الإعلام السوري في المرحلة المعاصرة وعلاقته بالحكومة وباتحاد الصحفيين مشيراً في الوقت نفسه إلى علاقة هذا الإعلام بالمنظومة الإعلامية العربية... وإلى غياب التخطيط عن الإعلام وكذلك إلى أسس ومبادئ أساسية في عمل الإعلام (كالنزهة والحرية والإبداع).لقد حاول الإعلامي سمير عبد الرحمن التصدي لمعالجة ملف الإعلام السوري وهي مهمة معقدة وصعبة، وحلل مسيرة الإعلام لسنوات طويلة ليبرز أهمية الأعلام الحرب الذي يحقق الوظيفة الاستراتيجية التي يحملها الإعلام في تطوير المجتمعات العربية من خلال مخاطبة العقل العربي واجتذابه وتطوير بنيته المنطقية والتحليلية.