يروي سمير طحان، أنه في مدريد وبمناسبة بلوغه الخامسة والعشرين، قدمت له صديقة إسبانية صندوقاً كبيراً وقالت: (في هذا الصندوق خمس وعشرون علبة، وفي كل علبة هدية، كنت أودّ أن أقدمها لك عاماً بعد عام لو عرفتك يوم ولدتك أمك).يضيف سمير أن ذلك الحدث ولَد عنده فكرة المجمع فالمجمع سجل يضم أعمالاً كان يود أن يقدمها عاماً بعد عام لو سنحت له ا...
قراءة الكل
يروي سمير طحان، أنه في مدريد وبمناسبة بلوغه الخامسة والعشرين، قدمت له صديقة إسبانية صندوقاً كبيراً وقالت: (في هذا الصندوق خمس وعشرون علبة، وفي كل علبة هدية، كنت أودّ أن أقدمها لك عاماً بعد عام لو عرفتك يوم ولدتك أمك).يضيف سمير أن ذلك الحدث ولَد عنده فكرة المجمع فالمجمع سجل يضم أعمالاً كان يود أن يقدمها عاماً بعد عام لو سنحت له الفرصة. ويشرح الكاتب أن عمره الأول هو عمر البصر بينما عمره الثاني هو عمر العمى، ولا ينسى بينهما برزخ الشعشاع وهي الفترة التي استعاد فيها بصراً ضئيلاً مؤقتاً في إحدى عينيه دام سنة ونيّف.وفي توضيح لعنوان الكتاب الفرعي(سيرة موضوعية) يقول: هناك فارق بين السيرة الذاتية حيث محور السيرة هو كاتبها، بينما السيرة الموضوعية فمحورها الأشخاص والأحداث التي ولّدت أفكار الكاتب، الذي يبقى ثانوياً في العمل بينما الأساسيون هم الذين عايشهم وعايشوه، والجوهري فيها ما جرى ويجري.وسمير طحان الذي بدأ في إعداد هذا (المجمع) منذ عام 1984 وما يزال فيه كما يقول، يدعو القارئ لأن يطلق لخياله العنان، لتحديد أوصاف وشخصيات وأمكنة أحداث المجمع، فقارئ المجمع كما يرى هو كاتب ثان.ونحن نقول، إن سمير طحان الذي فقد بصره منذ عدة عقود، قدم لمشهد الثقافي عبر بصيرة متوقدة، العديد من الأعمال والأجناس الأدبية، التي كان لدار كنعان شرف إصدار بعض منها، وهو ما زال يعد بالكثير.