إن التشكيل الأحمر في الوجه الأنثوي يقودني في تلك المرئيات المكتوبة في ذاكرتي عن سحر هذا اللون إلى التفكير دائماً بتاريخية هذا الطقس ولماذا أرادت المرأة أن تزين هذه المنطقة بهذا اللون القوي (الأحمر) فهو يشكل في أطيافه نسيج من متقلبات كثيرة ودائماً هو يشكل مع الأسود اللون الأقرب إلى الموت (الطعنة، الجرح، الخيبة الخجولة، العنف، نذر...
قراءة الكل
إن التشكيل الأحمر في الوجه الأنثوي يقودني في تلك المرئيات المكتوبة في ذاكرتي عن سحر هذا اللون إلى التفكير دائماً بتاريخية هذا الطقس ولماذا أرادت المرأة أن تزين هذه المنطقة بهذا اللون القوي (الأحمر) فهو يشكل في أطيافه نسيج من متقلبات كثيرة ودائماً هو يشكل مع الأسود اللون الأقرب إلى الموت (الطعنة، الجرح، الخيبة الخجولة، العنف، نذر الشاة المذبوحة، كلهم ينتهون إلى الأحمر)، لهذا فكلام ألبرتو مورافيا القائل: دون أحمر شفاه لايستطيع الكلام أن يخدع شهوتنا ويجذبها إليه. يعطي لهذا الأحمر تفوقاً بين الألوان ويجعله يمضي بعيداً في عميق الإحساس البشري ليكون لوناً يدخل في تابوهات كثيرة مكشوفة وسرية، ولكنه في حقيقته يبقى اللون الحياتي الأشد سخونة والذي لايأتي بمبررات اليوم العادية كما بقية الألوان بل يأتي وفق الطقس الغير عادي. فالمرأة عندما تضعه بلمسة هادئة على مساحة شفتيها فإنها تقيم لوجدها ورغبتها طقساً غير مألوفاً. كأن يكون موعد حب أو انتظار زوج قادم من جبهة حرب أو حتى لتراجع جمالها أمام المرآة. وكذلك نزيف الجرح أو هيجان الثورة فإنها ليست بالطقوس الحياتية اليومية المعلنة كما الابتسامة والحزن إنما هي طقوس تأتي بتوقيتات قدرية غير محسوبة تماماً إلا إذا كان هناك سبق إصرار وسبق الإصرار في أغلب أحيانه يقترن بجرم. وحتى مع الجرم الشيوع اللوني هو الأحمر دائماً.