ما بين الكاظمية والاعظمية ونظرات الشوق في جفن واحد من اهالي الجبايش أتى به الشوق حاسر الرأس وحاملا مواويل ونحيب القصب والماء ودموع بني أسد في تواريخ مواكبهم منذ أن قتل الحسين عليه السلام والى اليوم . يمتد التأريخ بشجون لا تحصى رابطها ماء دجلة وجسر الأئمة وتجانس ضوء المودة بين لمعان الذهب البهي القادم من قباب الامامين موسى الكاظم...
قراءة الكل
ما بين الكاظمية والاعظمية ونظرات الشوق في جفن واحد من اهالي الجبايش أتى به الشوق حاسر الرأس وحاملا مواويل ونحيب القصب والماء ودموع بني أسد في تواريخ مواكبهم منذ أن قتل الحسين عليه السلام والى اليوم . يمتد التأريخ بشجون لا تحصى رابطها ماء دجلة وجسر الأئمة وتجانس ضوء المودة بين لمعان الذهب البهي القادم من قباب الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام مع ضوء الفيروزج الازرق الآتي من منائر جامع الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان ( رض ) لتبقى ازلية هذا الوصال قائمة على مدى ازمنة بعيدة ، ليسجلا بهذا الود تأسيس وحدة المكان وتعايشه وقدرة المذاهب لترسم وجها ناصعا لوحدة الوطن وخصوصيته وربما حادثة الجسر المفجعة أثناء الزيارة المليونية في الذكرى السنوية لاستشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام عام 2006 مثلت الصورة الاجمل لحقيقة هذا التأريخ المتداخل بألفة العيش والمصير والانتماء الى الدين والوطن عبر رابط الجسر في معناه التاريخي والروحي والاجتماعي . غير أن اللحظة التاريخية والحضارية والهاجس الروحي بين الجسر والنهر قد صنعتهُ دموعَ اللحظات الورعة التي كان آل البيت يذرفونها في لحظة اقتراب مشاعر السيف أو جرعة السم في اقتراب المنية بما مقدر لها في رؤية السماء وما كان الرسول العظيم ( ص ) يحسه عندما يجلس حفيديه الحسن والحسين عليهما السلام في حجره فيتوسدهما بدمعة الخيال ومصيبة ما تأتي به الأيام على ذريته في مواقف يدركها ويتخيل تفاصيلها من لحظة وقيعة سيف عبد الرحمن بن ملجم على الرأس الكريمة لأمام الامة علي عليه السلام وحتى الغياب المؤجل لمهدي الشيعة في عودته المرتقبة ، ودائما كانت منية الأئمة بعد انقضاء آخر ركعة من صلاتهم طويلة وكأنهم يعرفون أن اللحظة آتية ودحرها بالورع والصلاة هي اقصى ما تملكه الروح من شجاعة في تقبل المصير . مصير اللحظة الحزينة .لحظة الشهادة ونكران الذات لتسكننا عبرة تذكر ذلك الاسى ونغم نحيبه الذي يمزق فينا حبال المشاعر لتقطر دموعا في اللحظة الممتلئة بموسيقى نحيب الروح يوم عبروا بنعش الامام الشهيد على الجسر وخلفه جموع من فقراء الله ومحبي ال البيت وهم يرتلون قداسات الوداع ويمارسون ردود فعل الحزن باللطم على الصدور والضرب على الخدود وبعضهم يفيض فيه حزنه فيهيل التراب على رأسه.