سأدهن لكَ جسدي بعطر زيت حاد، جلبتَه لي أنتَ من هناك. إنه قوي، ويصنع في الرأس صداعاً. وعرفتُ منك أن هذا العطر أكثر ما يستخدمه الزنوج، لأنهم يتحمّلون العطر القوي؛ ليكونوا أقوياء في وسائدهم. لهذا؛ الليلة سيكون لنا الشرق، نمارس فيه حلم أن تنسى كل ما يرهبكَ هناك.ارتعش قليلاً، فكلما يتذكّر المكان (هناك) يرتجف فيه شيء.أغمض عينيه. هي أغ...
قراءة الكل
سأدهن لكَ جسدي بعطر زيت حاد، جلبتَه لي أنتَ من هناك. إنه قوي، ويصنع في الرأس صداعاً. وعرفتُ منك أن هذا العطر أكثر ما يستخدمه الزنوج، لأنهم يتحمّلون العطر القوي؛ ليكونوا أقوياء في وسائدهم. لهذا؛ الليلة سيكون لنا الشرق، نمارس فيه حلم أن تنسى كل ما يرهبكَ هناك.ارتعش قليلاً، فكلما يتذكّر المكان (هناك) يرتجف فيه شيء.أغمض عينيه. هي أغمضت عينيها. وسوية التفّا على بعضهما. نسيت عطره الزنجي. وظلت تلوك لسانها بلسانه، ويتصاعد منها اشتياق متلهّف، يتذكر في لذّته أجواء المدينة المغلّفة بصمتها ودخان العجلات وصخب أسواقها المنشئة بروائح التوابل الهندية، وبين دقيقة وأخرى يفتح عينيها؛ ليقود رعشة أصابعه إلى مكان جديد، تكون فيه هي أكثر سعادة ونشوة واستعداداً؛ لترضى بخدوش أظافره الطويلة على المساحات الناعمة في صدرها وعنقها وباقي أماكن جسدها.إنه يستحمّ في بحيرة حلم يتمنّاها الآن جنود مفرزته بلهفة، ويحسدونه عليها. وفي ثنايا هذا العري الذي أتت به إليه، بعد أن غابت لدقائق، وتدهن جسدها بزيت أسود معطّر قوي النفاذية، اشتراه لها من سوق الهنود في البصرة.