مما لا شك فيه أن اللسان من نعم الله العظيمة، ومن لطائف صنعه الغريبة، فإنه صغير جَرمُه، عظيم جُرْمُه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهم غاية الطاعة والعصيان. ومن أطلق هذا اللسان وأرخى له العنان؛ سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار، إلى أن يضطره إلى البوار. قال تعالى: ﴿ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا ﴾ [آل ع...
قراءة الكل
مما لا شك فيه أن اللسان من نعم الله العظيمة، ومن لطائف صنعه الغريبة، فإنه صغير جَرمُه، عظيم جُرْمُه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهم غاية الطاعة والعصيان. ومن أطلق هذا اللسان وأرخى له العنان؛ سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار، إلى أن يضطره إلى البوار. قال تعالى: ﴿ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا ﴾ [آل عمران: 181]. وقال تعالى: ﴿ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴾ [مريم: 79]. وقال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]. فاتقوا يا إماء الله زلات اللسان وآفات الكلام.