هذا هو الجزء الثامن والعشرين من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكر فيه الكاتب بعض الفوائد حول النار وعذابها وما اختصت بها.. عافانا الله من عذابها وسائر المسلمين. وقد اتَّفق أهل السُّنَّة والجماعة على أن الجَنَّ...
قراءة الكل
هذا هو الجزء الثامن والعشرين من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكر فيه الكاتب بعض الفوائد حول النار وعذابها وما اختصت بها.. عافانا الله من عذابها وسائر المسلمين. وقد اتَّفق أهل السُّنَّة والجماعة على أن الجَنَّة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن. يقول الطحاوي رحمه الله كما في "العقيدة الطحاوية":"والجَنَّة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى خلق الجَنَّة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً". وقال ابن أبي العز الحنفي في "شرح كلام الطحاوي":"وأما قوله: "والجَنَّة والنار مخلوقتان" فاتفق أهل السُّنَّة على أن الجَنَّة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أهل السُّنَّة هلى ذلك؛ حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية، فأنكرت ذلك، وقالت: "بل ينشئهما الله يوم القيامة"، وكلامهم مردود بالكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأُمَّة". ومذهب أهل السُّنَّة والجماعة أن النار خالدة لا تفنى ولا تبيد، وأهلها من الكفرة والمشركين هم فيها خالدون، بخلاف العصاة الموحدين فهم منها خارجون. يقول ابن حزم رحمه الله في "مراتب الإجماع"( ص 173):"النار حق، وإنها دار عذاب لا تفنى، ولا يفنى أهلها بلا نهاية". ويقول ابن حزم أيضاً في كتابه "الملل والنحل" (4/83):"اتفقت فرق الأُمَّة كلها - يقصد أهل السُّنَّة - على أن لا فناء للجَنَّة ولا نعيمها، ولا للنار ولا لعذابها".