هذا هو الجزء الحادي والثلاثون من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكرنا فيه الكاتب بالجنة ونعيمها، وما فيها من خير الجزاء للمتقين والأبرار، يقول الكاتب في رسالته:"ما أجمل الحديث عن دار الخلد والنعيم المقيم، دار ا...
قراءة الكل
هذا هو الجزء الحادي والثلاثون من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكرنا فيه الكاتب بالجنة ونعيمها، وما فيها من خير الجزاء للمتقين والأبرار، يقول الكاتب في رسالته:"ما أجمل الحديث عن دار الخلد والنعيم المقيم، دار الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأولــيـــائه وأهـــل طـــاعـــتـه! ما أجــمــل الحــديـــث عن الجَـنَّـة حــيـث لا يـسأمه جـلـيــس، ولا يـمـله الأنـيــس! فهو للمخزون سلوة، وللمشتاق جلوة. إنها الجَنَّة... التي من أجلها صام الناس، وقاموا وضحوا بأنفسهم وأموالهم رجاءً أن يكونوا من أهلها، إنها الجَنَّة... التي ينشرح القلب وتتلذذ النفس عند سماع أخبارها والحديث عنها. إنها الجَنَّة... دار خلود وبقاء، لا فيها بأس ولا شقاء، ولا أحزان ولا بكاء. إنها الجَنَّة... النعيم الكامل الذي لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر. إنها الجَنَّة... التي لا تنتهي مسرَّاتها، كل ما فيها مهما وُصف لا تدركه العقول، فهو فوق ما يخطر على البال، أو يدور في الخيال. إنها الجَنَّة... التي قال الله تعالى فيها:"أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"(رواه البخاري) فاقرءوا إن شئتم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة:17]. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في وصف الجَنَّة:"وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، ومُلكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص، فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة، لا من الحطب والخشب، وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل، وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل، وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مُصفَّى، وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيَّرون، ولحم طير ممَّا يشتهُون، وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور، وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير".