يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعني أستجب لك. وقال لهذه الأمة أدعوني أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبيا...
قراءة الكل
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعني أستجب لك. وقال لهذه الأمة أدعوني أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له: ما جعل عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الأمة: ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان الله إذا بعث نبي جعله شهيداً على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس.وللدعاء شروطه وآدابه حتى يستجيبه الله تعالى وأولها إجتناب الإعتداء المانع من الإجابة حيث قال في آية أخرى: {أدعوا ربكم تضرعاً وخفيه أنه لا يحب المعتدين} ولا يدعوا الداعي بأثم أو قطيعة رحم وما لا يستعجل وإلا يأكل الداعي الحرام ففي الحديث: (ما بال الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ذلك).وقد قال العلماء أن إجابة الدعاء لا بد لها من شروط فمن شرط الداعي أن يكون عالماً بأنه لا يقدر على حاجته إلا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعوا بنية صادقة وحضور قلب فأن اللهع تعالى لا يستجيب من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنباً لأكل الحرام، وإلا لا يمل من الدعاء.ومن شرط المدعو فيه أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعاً كما قال مالم يدع بإثم أو قطعية رحم فيدخل في الأثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم، أما شروط الدعاء فسبعة أولها التضرع والخوف والرجاء والمرؤه والخشوع والعموم وأكل الحلال.وقال ابن عطاء أن للدعاء أركان وأجنحة وأسباباً وأوقاتاً فأن وافق أركانه قوي وأن وافق أجنحته طار في السماء وأن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وقيل شرائط الدعاء أربعة أولها حفظ القلب عند الوحدة وحفظ اللسان مع الخلق وحفظ النظر إلى ما لم يحل وحفظ البطن من الحرام.