هذا الكتاب يقدم بانوارما شاملة عن الأكراد، بدءاً من لمحات عن القوميةالكردية ودولة آل بابان، كذلك اعلامهم في الرياسة والتصوف، أسرهم الشهيرة، أوضاعهم في دول قارة آسيا، رجالهم في حقلي التاريخ والادارة، انتهاء بقرارات في التاريخ الكردي ومعالم كردستان وأساطير الكرد القديمة. مما يجعل الكتاب مرجعاً مهماً للدارسين والمتخصصين والقراء بشك...
قراءة الكل
هذا الكتاب يقدم بانوارما شاملة عن الأكراد، بدءاً من لمحات عن القوميةالكردية ودولة آل بابان، كذلك اعلامهم في الرياسة والتصوف، أسرهم الشهيرة، أوضاعهم في دول قارة آسيا، رجالهم في حقلي التاريخ والادارة، انتهاء بقرارات في التاريخ الكردي ومعالم كردستان وأساطير الكرد القديمة. مما يجعل الكتاب مرجعاً مهماً للدارسين والمتخصصين والقراء بشكل عام، وللشعب الكردي على وجه الخصوصنبذة النيل والفرات:تفرقت الأمة الكردية في أنحاء تركيا وإيران والعراق. وقامت لهم بعض الإمارات في شمال العراق، منها إمارة الصورانيين التي اشتهر منهم فيها محمد باشا الراوندوزي المعروف باسم "ميركورة". وقد قضت عليه الدولة العثمانية سنة 1836، وفي السنة نفسها قضى الأتراك على إمارة بهدينان في العمادية. غير أن أهم الإمارات الكردية كانت إمارة آل بابان في السليمانية التي دامت أكثر من 180 سنة. كانت في بادئ أمرها دينية نهض بها جد آل بابان وهو بابا سليمان في الفقيه أحمد الذي ظهر في نحو سنة 1663 وتوفي سنة 1675. وخلفه أمراء آل بابان من أولاده وأحفاده الذين ولوا الأحكام في منطقة السليمانية. وكان أشهرهم خالد باشا (1732-1742)، وكتب عنه في رحلته. وكان آخر الأمراء أحمد باشا (1838-1847) الذي قضى الأتراك على حكمه سنة 1847 ونقلوه إلى الآستانة وعينوا أخاه عبد الله باشا قائمقاماً للسليمانة، ثم عزلوه سنة 1851 وعينوا موظفاً تركياً في محله.وتولى أفراد الأسرة اليابانية بعد ذلك مناصب كبيرة في الحكومة التركية. وبعد ذلك في حكومة العراق. وتمردت العشائر الكردية على الدولة في أحيان مختلفة، ولا سيما عشائر الحلبة برئاسة إبراهيم باشا بن محمد الملي في سوريا، والبارزانيون والهماوند في العراق. ولا بد من القول أن المحاولة الجدية الوحدية لإقامة دولة كردية موحدة، كانت في أعقاب الحرب. ولا بد من القول إن المحاولة الجدية الوحيدة لإقامة دولة كردية موحدة، كانت في أعقاب الحرب العظمى الأولى عند عقد معاهدة سيفر. وقد قال غوستاف غوتو وفي كتابه "فرنسا في سوريا وكليكيا" الصادر سنة 1920، على أثر اندحار تركيا واحتلال فرنسا وإنكلترا لمقاطعة كليكيا وقاعدتها أطنة، نشط الأتراك يحثون زعماء الكرد في منطقة ماردين وديار بكر على المطالبة باستقلال كردستان. وكان في طليعة الدعاة لهذه الفكرة سليمان نظيف بك، وأصله من ديار بكر، وعبد الله حدوث وغيرها. من ناحية ثانية، كان شعراء الكرد وأدباؤهم يعتزون بلغتهم وقوميتهم، وقد اشتهر من الشعراء القوميين الأكراد المتأخرين توفيق بيره ميرد، وفائق بكاس، وعبد الله كوران. نظم بيره ميرد آلاف الأمثال الكردية وأحي القصص والأساطير، ووصف طبيعة كردستان الساحرة وصفاً رائعاً وعني محمد أمين زكي بتدوين تاريخ السليمانية وبلاد الكرد وسيرة رجالها، ونظم أبياتاً طلب نقشها على ضريحه. أما توفيق وهبي الذي حقق مآثر الكرد التأريخية ودوّن قواعد اللغة، فأوصى بأن ينقل جثمانه ليدفن عند أقدام جيل بيرة مقرون في وادي جوان روكي تستريح روحه العائدة إلى موطنها القديم. ويمكن القول بأن الشعب الكردي من الشعوب الحية القليلة التي لم يقدر لها تحقيق أمانيها القومية في العصر الحديث لقد أنجب هذا الشعب زعماء وأدباء وقادة وشعراء كان لهم أثر واضح في التاريخ والفكر الإنساني. وقام بانتفاضات وثوران وحركات تحررية كثيرة في الأقطار المختلفة التي وزعت مناطق سكناه فيها، وتعرض في العديد من الأحيان للاضطهاد والقمع والمحن. ولعل هذا الكتاب هو خير دليل على كل ذلك ففيه سيرة هذا الشعب وسيرة أعلامه ومشاهيره.