ما الدور الذي يقوم به الزمن لكي يمنح الرواية شكلها وصورتها النهائية؟، إلى أي مدى يستطيع الزمن الروائي أن يجسد الرؤيا والفلسفة تجاه الحياتي المعيش؟، في ضوء العلاقة بين الزمن الروائي والزمن التاريخي، إلى أي مدى يترك الزمن التاريخي انحناءات في وعي الروائي العربي، لتشكيل زمنه الخاص ورؤيته في النص؟وللإجابة على التساؤلات السابقة، اتخذ...
قراءة الكل
ما الدور الذي يقوم به الزمن لكي يمنح الرواية شكلها وصورتها النهائية؟، إلى أي مدى يستطيع الزمن الروائي أن يجسد الرؤيا والفلسفة تجاه الحياتي المعيش؟، في ضوء العلاقة بين الزمن الروائي والزمن التاريخي، إلى أي مدى يترك الزمن التاريخي انحناءات في وعي الروائي العربي، لتشكيل زمنه الخاص ورؤيته في النص؟وللإجابة على التساؤلات السابقة، اتخذت الرواية العربية نموذجاً لتمثل بناء الزمن الروائي في النص. ونظراً لامتداد الرواية العربية واتساعها. راعيت في اختيار الروايات اعتبارين، الأول: آثرت اختيار نماذج تمثل مراحل متنوعة في تعاطي الروائي مع الزمن من حيث البناء والقيمة، لذلك ستنصب الدراسة على بحث الزمن الروائي، باعتباره ظاهرة فنية روائية. والاعتبار الآخر، هو جغرافي، بحيث تعرض الدراسة نماذج روائية مختلفة من أكثر الأقطار العربية.وينطلق المنهج الذي اخترته في هذه الدراسة في اتجاهين، الاتجاه الشكلي وقد اعتمدت على بعض مصطلحات منهج جيرار جينت القائم على دراسة العلاقة التي تربط بين زمن الحكاية وزمن السرد، ولم ألتزم بحرفية منهج جينت الشكلي، إيماناً بالعلاقة الجدلية التي تربط الرؤيا بالتشكيل، فأشكال الزمن الروائي تعبر عن دلالات. ولذلك كان الاتجاه الآخر في الدراسة يسير نحو تحليل المستوى الدلالي، من خلال بحث علاقة الزمن الروائي بالشخصية، وعلاقته بالمكان والزمن التاريخي. إذ استطاع الروائي العربي أن يجسد رؤيته الفكرية تجاه الكون والحياة والإنسان من خلال رؤيته للزمن باعتباره بناءً شكلياً يتضمن قيمة ورؤيا.وقد جاء البحث في مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، أتبعتها بقائمة المصادر والمراجع. تحدثت في المدخل النظري بصورة موجزة عن مفهوم الزمن في اللغة والفلسفة وتناولت أبعاد الزمن وأنواعه. أما الفصل الأول، فقد خصصته لدراسة رؤية الأدب لمقولة الزمن، ثم انتقلت إلى دراسة مفهوم الزمن في الروائي وعلاقته بالزمن الواقعي. وقمت بتقسيم الزمن الروائي إلى زمنين: ومن الحكاية، ومن الخطاب.وفي الفصل الثاني: قمت بتحليل أشكال بناء الزمن في الرواية العربية، وتتمثل في ثلاثة أشكال رئيسية: البناء التتابعي للزمن، والبناء التداخلي الجدلي، والبناء المتشظي.أما الفصل الثالث، فقد خصصته لدراسة مستويات زمن الخطاب السردي وأبعاده، فتناولت زمن السرد وعلاقته بمؤشرات زمن الحكاية، ثم انتقلت إلى تحليل زمن الشخصية الروائية، وانتهيت بدراسة اللازمة الزمنية ودلالتها، كونها تشكل مستوى أساسياً من مستويات زمن الخطاب في بعض النصوص الروائية.وتناولت في الفصل الرابع، مفارقات زمن السرد ودلالاتها في النصوص الروائية من خلال مفارقتي الاسترجاع والاستباق. واتجه الخامس إلى تحليل حركة إيقاع زمن السرد من خلال دراسة تقنيات تعمل على إبطاء الحركة وتسريعها.