أن التربية والجمال أساس للوجود الإنساني في المجتمعات المتحضرة، وإن تدني احداهما تدني الآخر، فالتربية والجمال وجهان لعملة واحدة فمعظم الحضارات التي سادت كان أساسها سلامة التربية الجمالية للإنسان بدءا من مرحلة الطفولة.والفن التشكيلي يلعب دوراً هاماً في تربية الطفل من الناحية الوجدانية، ونعني بالتربية الوجدانية أن حساسية الفرد تنمو...
قراءة الكل
أن التربية والجمال أساس للوجود الإنساني في المجتمعات المتحضرة، وإن تدني احداهما تدني الآخر، فالتربية والجمال وجهان لعملة واحدة فمعظم الحضارات التي سادت كان أساسها سلامة التربية الجمالية للإنسان بدءا من مرحلة الطفولة.والفن التشكيلي يلعب دوراً هاماً في تربية الطفل من الناحية الوجدانية، ونعني بالتربية الوجدانية أن حساسية الفرد تنمو للدرجة التي تجعله يستجيب استجابة انفعالية للمؤثرات ذات الطابع الجمالي المحيط به، وقد تنمو هذه الناحية الوجدانية بممارسة الفن ولذلك يجب أن نعلم اطفالنا منذ الصغر ارتياد المعارض والمتاحف وتعليمهم كيف يتذوقوا الاعمال الفنية ويتفهموا بعض القيم الجمالية. فالقدرات الفنية للطفل يمكن استثمارها إبداعيا من خلال الممارسات الجمالية في مجالات الفن التشكيلي المختلفة من رسم، تشكيل طباعة، نحت، وخزف....الخ.وإذا تساءلنا من أين يبدأ الطفل في التعرف الجمالي على محيطه وبيئته؟ فالتعرف يبدأ من اللحظة التي يشده فيها أي مؤثر جميل فعال وجذاب سواء كان سمعياً أو بصرياً وتبدأ حواسه بالتنبه والتأمل ثم محاولة التعرف على الكليات والعموميات فالأجزاء والعكس. والمهم أن يبدأ المؤثر الجمالي فعله في حواس الطفل وبقدر ما يكون هذا المؤثر فعالاً وجميلاً بقدر ما يلاقي في نفس الطفل الاستجابة المثلى مهما كان الطفل صغير .والفن التشكيلي يساعد على نمو القدرات الذاتية للفرد كي ينمو كشخصية متكاملة لديه خبرة معرفية بجوانبها المختلفة كالخبرة البصرية واللمسة للعناصر الجمالية والشكلية الموجودة في بيئة الطفل، وهذا من شأنه إشباع ميول الطفل والمساهمة في التعبير عن كيانه من خلال المجالات المتعددة للنشاط الفني بهدف الوصول إلى تنمية القدرات الابداعية للطفل.الله خلق الجمال في كل شيء في هذا الكون وجعل لكل إنسان طريقته في تتبع هذا الجمال والإحساس به.فنحن جميعاً فطرنا على أن نستجيب إلى الانفعالات والأحاسيس المختلفة سواء كان مصدرها الطبيعة التي تعيش فيها أو الأعال الفنية التي يقوم بها فئة أو جماعة من الناس.وعند توجيه أحاسيس الناس وانفعالاتهم ومحاولة إبرازها في قالب موضوعي محسوس كما في الأعمال الفنية فالعمل يكون حينئذ شاق ويحتاج إلى مجهود وذلك من خلال الدراسة والعلم بقيمة العمل الفني وتطبيق ذلك المفهوم.وذلك كان التدريس في مجال الفنون في المراحل المختلفة وخاصة في المرحلة الابتدائية ليس بالعمل اليسير.إنه عمل يتطلب خبرة واسعة من المدرس ودراية لا لأن تدريس الفن له قيمة في حد ذاته، بل قيمته تنحصر فيما يجنيه الأطفال عن طريقه.