في سياق الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي غير المسبوق كمًا وكيفًا، الذي تشهده البلدان العربية بدرجات متفاوتة، في أعقاب حركات وانتفاضات الربيع العربي، يتصاعد الاهتمام الشعبي بالأحداث والمتغيرات والتفاعلات المحيطة، التي يزدحم بها الشارع كل يوم، وتحظى باهتمام لافت في وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية.مئات من الصحف والمجلا...
قراءة الكل
في سياق الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي غير المسبوق كمًا وكيفًا، الذي تشهده البلدان العربية بدرجات متفاوتة، في أعقاب حركات وانتفاضات الربيع العربي، يتصاعد الاهتمام الشعبي بالأحداث والمتغيرات والتفاعلات المحيطة، التي يزدحم بها الشارع كل يوم، وتحظى باهتمام لافت في وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية.مئات من الصحف والمجلات والكتب، وآلاف من ساعات البث في القنوات الفضائية، وعدد لا نهائي من الحوارات والتقارير والأخبار والمقالات والتنظيرات، تتعلق كلها بالمتغيرات الجذرية العاصفة، التي تتوالى بلا توقف، فتطيح بالأنظمة وتزلزل الأفكار وتعيد تشكيل الخريطة، وفي غضون هذا كله يتم استخدام سيل من المصطلحات والتعبيرات والكلمات التي يتوافق وجودها وشيوعها مع لغة التحليل السياسي والاجتماعي، وما يتعلق بذلك من اجتهادات أيديولوجية وأطروحات اقتصادية واستعارات تاريخية وثقافية.من فرط الاستعانة بهذا القاموس الذي كان مهجورًا ومهملًا، تحولت عشرات المصطلحات، غير واضحة المعنى والدلالة عند جمهور عريض من المتلقين إلى جزء في نسيج الحياة اليومية، دون نظر إلى القدر الذي يتمتع به العاديون من الناس، وهم الأغلبية الساحقة، من تعليم وثقافة ووعي ومعرفة.كلمات مثل: الأيديولوجيا، والإسلام السياسي، والبرلمان، والتكنوقراط، والتنوير، والثورة، وحقوق الإنسان، والدستور، والسلفية، والعلمانية، والفاشية، والليبرالية، والمواطنة.