أعرفهم جميعاً ويعرفونني، أسمع منهم وأتحدث إليهم يتصورون واهمين أنهم يخدعونني، ويزداد يقيني كل يوم أنهم رجال جوف، فقدوا ظلالهم ويعيشون كالهوام يتصارعون في ضراوة الذئاب الجائعة، ويغيب عنهم أن المائدة خاوية إلا من الفتات. لأنني لم أجد أسما يناسبه، فقد آثرت أن أدعوه بالسيد الأستاذ الدكتور العميد، ربما أعرفه أكثر مما يعرف نفسه، ولكنه...
قراءة الكل
أعرفهم جميعاً ويعرفونني، أسمع منهم وأتحدث إليهم يتصورون واهمين أنهم يخدعونني، ويزداد يقيني كل يوم أنهم رجال جوف، فقدوا ظلالهم ويعيشون كالهوام يتصارعون في ضراوة الذئاب الجائعة، ويغيب عنهم أن المائدة خاوية إلا من الفتات. لأنني لم أجد أسما يناسبه، فقد آثرت أن أدعوه بالسيد الأستاذ الدكتور العميد، ربما أعرفه أكثر مما يعرف نفسه، ولكنه ليس صديقي، منذ سنوات بعيدة قرر أن يعيش طويلاً بلا أصحاب، كان يزورني في غرفتي الرطبة المعتمة قبل أن يشغل المنصب المرموق، وأزوره في مكتبه فيأمر لي بالقهوة ويصر أن أدخن سيجارة أجنبية نظيفة من سجائره، ويطلب من سكرتيرته ذات الأرداف الثقيلة إلا يدخل علينا أحد.