أبدو ذكية

العنوان الذي تحمله المجموعة هو عنوان إحدى أجمل القصص التي تضمها دفتا هذا الإصدار. وتمتح قصص هذه المجموعة أفكارها وموضوعاتها من فيض الحياة اليومية في تفاصيلها البسيطة وهواجسها التي قد تبدو للوهلة الأولى نمطية لا تستثير انتباها ولا تسترعي التفاتا، ولكن الكاتبة استطاعت بذكائها وعمق نظرتها أن تكشف عما تكتنزه هذه التجارب من مفارقات، وما تتحمله من دلالات بعيدة تغوص في أعماق النفس الإنسانية التي تبحث عن طفولتها الأولى في خضم حياة عصرية متسارعة، وزمن قاس لا يتوقف ليسمع آهات المتعبين وأحلامهم. تفوقت مريم في مجموعتها الجديدة بمزجها بين بساطة الموضوع وعمق الفكرة في لغة سردية تنساب بسهولة ويسر، وقدرة واضحة على اقتناص اللامرئي القابع في زوايا الروح أو خلف الذاكرة وتقديمه تقديما فنيا يتماهى مع شخصيات القصة وحواراتها وأفكارها وعوالمها التي تمثل صورا حية متدفقة من الواقع. تقع المجموعة في (79) صفحة، من القطع الصغير.