يطلعنا هذا الكتاب على طبيعة ما يدور داخل المؤسسات العقابية في العراق حيث تحولت عن غاياتها في التقويم والإصلاح، ومعالجة الانحرافات السلوكية والمخالفات القانونية التي يرتكبها الأفراد تحت مظلة قانونية ورقابة قضائية تحول دون تجاوز القانون في معاملة الموقوفين – إلى بؤر سوداء لا تحكمها قوانين أو لوائح أو تشريعات، وتمارس فيها أبشع جرائ...
قراءة الكل
يطلعنا هذا الكتاب على طبيعة ما يدور داخل المؤسسات العقابية في العراق حيث تحولت عن غاياتها في التقويم والإصلاح، ومعالجة الانحرافات السلوكية والمخالفات القانونية التي يرتكبها الأفراد تحت مظلة قانونية ورقابة قضائية تحول دون تجاوز القانون في معاملة الموقوفين – إلى بؤر سوداء لا تحكمها قوانين أو لوائح أو تشريعات، وتمارس فيها أبشع جرائم التعذيب، وتمتهن فيها كرامة الإنسان، ويصبح الموت فيها أمنية عزيزة لأولئك الضحايا الذين تضمهم جدرانها، لا فرق في ذلك بين امرأة ورجل، وشيخ طاعن في السن أو حدث صغير، ومن هو محكوم عليه أو مودع رهن التحقيق.والكتاب بما يقدمه من شهادات لأجانب وعراقيين وكويتيين وغيرهم ممن زج بهم في أتون هذه الأقباء يعد نداء موجها إلى الضمير الإنساني وإلى مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان للعمل على خلاص الأسرى والمرتهنين في هذه السجون، ليعودوا إلى أهليهم وذويهم بعد أن جفت مآقيهم حزنا وبكاء عليهم.إن الكتاب يحمل قضية الإنسانية المعذبة والمقهورة والمستباحة على أرض النظام العراقي وكل أرض تطؤها أقدام البغاة!!.