يحتل أدب فلسطين الداخل، أو أدب عرب 48، موقعاً خاصاً ومتيزاً، فهو جزء من الأدب الفلسطيني، كتبه أدباء يُعانون من وضع فريد، فهو جزء من الشعب الفلسطيني الذي تحوّل إلى أقليّة قوميّة لكنهم يعيشون كمواطنين في فلسطين 48، وسط أغلبية يهوديّة.وقد خلق هذا الوضع الفريد شكلاً من أشكال الإزدواجيّة التي ترتبط بهويّتهم ووجودهم، وانعكست تجاربهم ا...
قراءة الكل
يحتل أدب فلسطين الداخل، أو أدب عرب 48، موقعاً خاصاً ومتيزاً، فهو جزء من الأدب الفلسطيني، كتبه أدباء يُعانون من وضع فريد، فهو جزء من الشعب الفلسطيني الذي تحوّل إلى أقليّة قوميّة لكنهم يعيشون كمواطنين في فلسطين 48، وسط أغلبية يهوديّة.وقد خلق هذا الوضع الفريد شكلاً من أشكال الإزدواجيّة التي ترتبط بهويّتهم ووجودهم، وانعكست تجاربهم الحياتيّة في كتاباتهم بصورة جليّة، وقد ظلّوا متمسكين بجذورهم، وحضورهم السياسي والثقافي، رغم الحصار الخانق الذي يهدف إلى عزلهم عن محيطهم الثقافي العربي، وعبّروا في الوقت ذاته في كتاباتهم، عن واقعهم الجديد.وتأتي أهمية هذه الدراسة في كونها دراسة تأسيسيّة، تتناول الرواية الفلسطينيّة داخل فلسطين 48، وتكتشف الستار عن تطور هذه الرواية، في ظلّ أقليّة عربيّة، وتزيل الغشاوة عن كثير من المحاور الغامضة المغيّبة عن العالم العربي، من خلال معاينة تصوير هؤلاء الأدباء لمجتمعهم في الرواية، وإظهار النواحي الفنيّة في تطوّر الرواية الفلسطينيّة أسوة بنظيرتها العربيّة.وعليه، تحتوي الدراسة على تمهيد وستة فصول، وجاء التمهيد ضرورياً لأنّه يؤطِر لنشأة الرواية الفلسطينيّة بين أدب الداخل وأدب الضفة والقطاع، ومعالجة الإزدواجيّة، وأزمة الهويّة لدى الروائيين الفلسطينيين في فلسطين 48...ويأتي الفصل الأول يتناول البنية الثقافيّة والأيديولوجيّة للرواية في فلسطين 48، ويتعرض الفصل الثاني لبنية الشخصيّة الروائيّة، ويتناول الفصل الثالث الرواية النسوية، ويأتي الفصل الرابع من الدراسة ليلقي الضوء على جنس أدبي يحمل في طياته إشكاليّة وتماساً بين جنسين أدبيين، السيرة الذاتية والرواية، وما يحمله هذا النوع الأدبي من رونق خاص في توثيقه لتاريخ فلسطين.وتقدم الدراسة في فصلها الخامس تحليلاً للبناء السردي لرواية فلسطين 48، ويتناول الفصل السادس، الفضاءات الزمانيّة والمكانيّة في رواية فلسطين 48، فللمكان والزّمان تجليات واضحة ومؤثّرة في المتن الحكائي الروائي.