التصوف وإن كان طريقة، إلا أنه، في محصلة الأمر، مرآة حقيقة، والحقيقة هي أننا كلنا متصوفة، بيد أنها المقامات تختلف، فكلنا يهوى ويستبد به الهوى، أياً كان موضوع ذلك الهوى وآيا كانت لغته، فللهوى سلطان مطلق، وفي ظل ذلك السلطان العظيم ينبجس الشعر وتبرق الأحوال التي دامت صارت مقامات.وكما روي في فذلكة الترجمان، أن الشيخ قد تعرف في مكة إل...
قراءة الكل
التصوف وإن كان طريقة، إلا أنه، في محصلة الأمر، مرآة حقيقة، والحقيقة هي أننا كلنا متصوفة، بيد أنها المقامات تختلف، فكلنا يهوى ويستبد به الهوى، أياً كان موضوع ذلك الهوى وآيا كانت لغته، فللهوى سلطان مطلق، وفي ظل ذلك السلطان العظيم ينبجس الشعر وتبرق الأحوال التي دامت صارت مقامات.وكما روي في فذلكة الترجمان، أن الشيخ قد تعرف في مكة إلى فتاة هي ابنة فقيه رآها فأعجب بها فهي من العالمات العابدات وإلى العلم والعبادة تجدها تحتكر كل أفعل التفضيل في الظرف والتقى والفصاحة وتزري بكل من ضرب به المثل في الكرم أو البيان أو الوفاء، بيد أن العهد بهل لم يطل فاستبد بالشيخ الشوق والوجد ونظم الترجمان، ترجمان أشواقه وأذاعه على الخلق ولكن سرعان ما بلغت مسامعه أقوال عن رجال فضلاء لم يفهموا قصده ونحوا بأشواقه منحى أزرى بقدسيتها فهب ليدفع عن نفسه تهمة الغزل والنسيب مفسراً شعره تفسيراً ذهب كل مذهب في صرف اللفظ عن معانيه أو في الاشتقاق من اللفظ.