تكاد الدراسات التي تناولت كتاب أبي هلال العسكري: "الفروق في اللغة تقف" عند نقطة تحديد. موقف الرجل من قضية الترادف. وهذا النظرة تنتمي إلي التعميم، والنظر إلي السياق الموسع Macro – Context في دراسة القضايا. غير أن ثمة منهجية أخرى، وهي منهجية التحليل الداخلي المعمق للإسهام ألتأليفي الواحد Workcentered analysis وهذه المنهجية ذات صبغ...
قراءة الكل
تكاد الدراسات التي تناولت كتاب أبي هلال العسكري: "الفروق في اللغة تقف" عند نقطة تحديد. موقف الرجل من قضية الترادف. وهذا النظرة تنتمي إلي التعميم، والنظر إلي السياق الموسع Macro – Context في دراسة القضايا. غير أن ثمة منهجية أخرى، وهي منهجية التحليل الداخلي المعمق للإسهام ألتأليفي الواحد Workcentered analysis وهذه المنهجية ذات صبغة تكوينية، أي أنها تستهدف الوصول إلي تحديد النموذج العام الذي يحكم المؤلف عند تناوله لهذه القضية أو تلك من خلال منهج قوامه ضم العناصر المتناثرة، وتحديد سماتها المشتركة، وأكتناه أسسها المعرفية. وفي هذا البحث أحاول أن أقدم صورة من هذه المنهجية مع تطويرها بالإفادة من مزايا المنهجية الأولى حيث لا تغفل عوامل السياق التاريخي، أو يغلق العمل المدروس على إطاره الخاص، وبخاصة إذا كان ثمة ما يمكن فيه أن يفيد المعرفة اللسانية الإنسانية عموماً، والمعرفة اللسانية العربية على وجه الخصوص. ولعل كتاب أبي هلال "الفروق يمكن أن يكون نموذجاً طيباً لتطبيق هذا التصور المنهجي. فالكتاب يطرح أساساً نظرياً، وهو أن ألفاظ اللغة لا تتطابق دلاليا. وهو يقدم – في الوقت نفسه – تطبيقاً لهذا الأساس يتسم بالسعي نحو الشمول، وينطوي على إدراك عدد من الآليات التي تقوم عليها العلاقات الدلالية.