القضية الأساسية التى يتناولها هذ الكتاب هى القضية الصلة بين الدين والعقل فى الفلسفة الإسلامية، وبصفة خاصة فى فكر كل من الغزالى وابن راشد ومحمد عبده. وتعد هذه القضية أبرز قضايا هذه الفلسفة ،بل لاتعدو قول الحق إذا قلنا إنها كانت القضية المحورية التى سيطرت على فكر فلاسفة الإسلام الذين حرصو كل الحرص على إزالة أى تناقض بين الدين والع...
قراءة الكل
القضية الأساسية التى يتناولها هذ الكتاب هى القضية الصلة بين الدين والعقل فى الفلسفة الإسلامية، وبصفة خاصة فى فكر كل من الغزالى وابن راشد ومحمد عبده. وتعد هذه القضية أبرز قضايا هذه الفلسفة ،بل لاتعدو قول الحق إذا قلنا إنها كانت القضية المحورية التى سيطرت على فكر فلاسفة الإسلام الذين حرصو كل الحرص على إزالة أى تناقض بين الدين والعقل. ويمهد الكتاب لذلك بالتعريف بالفلسفة وعلومها وإبراز دور الإسلام فى تطوير الفكر الفلسفى الإسلامى،كما يتطرق فى فصولة الإخيرة إلى الحديث عن التصرف الإسلامى والقيم الخلقية وصلة الفلسفة الإسلامية بالفلسفة الأوربية. وكل هذه قضايا لاتبعد عن القضية الأصلية للكتاب. وعلى الرغم من أن القضية الصلة بين الدين والعقل تمتد بجذورها إلى بداية نشاة الفلسفة الإسلامية منذ البواكير الأولى للحضارة الإسلامية فإنها لاتزال حتى اليوم قضية مطروحة على الساحة الفكرية فى عالمنا الإسلامى .. وفهمها على وجهها الصحيح بشكل عاملا فعالا ودافعا قويا نحو انطلاقة حضارية جددية تسرع بنا الخطى إلى اللحاق بركب التطور الحضارى المعاصر، إما إذا فهمت هذه الققضية فهما ينحو بها نحو تغيب العقل وحجية عن أداء دوره المنوط به ،فإن هذا الفهم سيشكل بالتالى عائقا أمام تلك الانطلاقة الحضارية المأمولة. ومن هنا يريدي هذا الكتاب أن يسهم – بجانب العرض الأكاديمى لهذة القضية – فى المناقشات الدائرة حولها على الساحة الفكرية العامة بهدف الوصول إلى وضوح فكرى يزيل ما علق بالأذهان من سوء فهم لصلة الإسلام بالعقل الإنسانى.