أمضى الدكتور محمود مصطفى حريتاني أربعين عاماً يهتم بمدينة حلب القديمة، دارساً لها ومسؤولاً عنها ومحاضراً بتاريخها وعمرانها ومدرساً لمبادئ صيانتها وترميمها. كتاب (أحياء حلب القديمة) جهد متميز في دراسة بعض أقسام المدينة القديمة، أزقتها ومحلاتها وحتى بواباتها.تبرز هذه الدراسة مظاهر الصراع الكبير بين القديم والحديث، بين الأصالة وماي...
قراءة الكل
أمضى الدكتور محمود مصطفى حريتاني أربعين عاماً يهتم بمدينة حلب القديمة، دارساً لها ومسؤولاً عنها ومحاضراً بتاريخها وعمرانها ومدرساً لمبادئ صيانتها وترميمها. كتاب (أحياء حلب القديمة) جهد متميز في دراسة بعض أقسام المدينة القديمة، أزقتها ومحلاتها وحتى بواباتها.تبرز هذه الدراسة مظاهر الصراع الكبير بين القديم والحديث، بين الأصالة ومايعرف بالحداثة. بين الحفاظ على التراث وضياعه بل وتدميره. كما تهتم بكل حي وكل زقاق وكل بوابة بتاريخها منذ نشأتها، ثم تطويرها عبر القرون الطويلة وما طرأ عليها من تبديل. وماهو المستقبل الذي ينتظرها من خلال المشاريع العمرانية التي توضع. وفي هذا الكتاب اهتمام كبير بالبشر مع الاهتمام بالحجر فقد تناول الحديث عن: البناة والسلاطين والولاة إلى جانب رجال العلم والقضاة والمحدثين والفقهاء وحتى المؤقتين، أورد أماكن سكناهم وإقامتهم وزياراتهم. أخيراً في الكتاب اهتمام بسكان هذه الأحياء: من هم؟ من أين جاؤوا؟ وماذا فعلوا؟ وعلاقاتهم ببعضهم؟ وكيف نسجوا تاريخ بلدهم سدى ولحمة...تاريخ عريق لشعب أصيل شجاع محب لوطنه وبلده وحيه وجاره..دراسة وحيدة في مدينة هي من أقدم مدن الدنيا لاتزال عامرة تنبض بالحياة. مصادر هذا الكتاب هي الوثائق والدراسة والجولات الميدانية، جمعت بتأنٍ ووعي واطلاع واسع.