شهدت السنوات القليلة الماضية زخمًا غير مسبوق في الحديث عن "الدور الإقليمي" لعدد من دول المنطقة، وبدأ في عدد لا بأس به من هذه الكتابات خلطًا لمفهوم الدور الإقليمي بمفاهيم أخرى، وقصورًا شديدًا في فهم أبعاد هذا الدور ومحدداته، فليس كل نشاط خارجي أو مبادرة دور إقليمي.فالدور الإقليمي يتضمن رؤية لمستقبل الإقليم وعلاقات متوازنة مع القو...
قراءة الكل
شهدت السنوات القليلة الماضية زخمًا غير مسبوق في الحديث عن "الدور الإقليمي" لعدد من دول المنطقة، وبدأ في عدد لا بأس به من هذه الكتابات خلطًا لمفهوم الدور الإقليمي بمفاهيم أخرى، وقصورًا شديدًا في فهم أبعاد هذا الدور ومحدداته، فليس كل نشاط خارجي أو مبادرة دور إقليمي.فالدور الإقليمي يتضمن رؤية لمستقبل الإقليم وعلاقات متوازنة مع القوى الفاعلة به، وسياسة فاعلة في مواجهة مشكلاته وقضاياه، على النحو الذي يحقق مصالح دول الإقليم وكذلك المصلحة الوطنية للدولة صاحبة الدور، يضاف إلى هذا استمرارية هذا السلوك، فالدور ليس نشاط موسمي أو مؤقت أو مفاجئ في السياسة الخارجية لدولة ما، ولكنه توجه عام يحكم سياسة الدولة على مدى فترة يعتد بها من الزمن، ويتضمن هذا الاصدار من سلسلة مفاهيم اقتراب علمي وأكاديمي متميز من مفهوم الدور الإقليمي في محاولة لتعريفه، وتحديد العوامل المؤثرة عليه، وأنماطه، وإشكالياته، مع إشارة خاصة إلى الخصائص العامة للدور في منطقة الشرق الأوسط.